للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمره، كأن يقول: هذا كذب، أو باطل، أو نحوهما من الصَّريح في ذلك" (١).

وقال الخطيب البغداديُّ رحمه الله تعالى: "ومن روى حديثًا موضوعًا على سبيل البيان لحال واضعه، والاستشهاد على عظيم ما جاء به، والتعجُّب منه والتنفير عنه؛ ساغ له ذلك، وكان بمثابة إظهار جرح الشَّاهد في الحاجة إلى كشفه والإبانة" (٢).

موازنة بكتاب "ذخائر العُقْبى في مناقب ذوي القُرْبَى" تأليف: الإمام أبي العبّاس أحمد بن محمد المحبِّ الطَّبريِّ (ت ٦٩٤ هـ) تحقيق: أكرم البوشي

يعدُّ كتاب المحبِّ الطَّبريِّ من أشهر كتب أهل السُّنَّة المصنَّفة في فضائل أهل بيت النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وقد أفاد منه الحافظ السَّخَاويُّ في كتابنا هذا: "استجلاب ارتقاء الغُرَف"، كما أشار إليه في مقدِّمته.

وقد قسَّمه المحبُّ إلى قسمين:

القسم الأول: وذكر فيه ما جاء في ذكر القرابة على وجه العموم والإجمال، وفيه تسعة أبواب.

القسم الثاني: وذكر فيه مناقب القرابة على وجه التفصيل، وفيه عدة أبواب، وفي كلِّ باب عدة فصول.

وأبرز ما ينتقد به المحبُّ الطَّبريُّ في كتابه أمور:

أولها: إيراده لكثير من الأحاديث الموضوعة والواهية والمنكرة، دون التنبيه على ضعفها أو وضعها وقد أشار السَّخَاويُّ في مقدِّمة "الارتقاء" (٣) إلى ذلك، وَوَصَفَ المحبَّ بالتَّسامح والتَّساهل في إيراد الأحاديث، وأورد كلام شيخه الحافظ ابن حجر في حقِّ المحبِّ الطَّبريِّ: "إنه كثير الوهم في عزوه للحديث ونقله".


(١) انظر: "فتح المغيث" (١/ ٢٧٥).
(٢) "فتح المغيث" (١/ ٢٧٥).
(٣) انظر: (ص ٢٢٤)، القسم المحقق.

<<  <  ج: ص:  >  >>