وشعاعها كالدَّم، وصارت السَّماء كأنها عَلَقة، وأنَّ الكواكب ضرب بعضها بعضًا، وأمطرت السَّماء دمًا أحمر، وأنَّ الحُمْرة لم تكن في السماء قبل يومئذٍ، ونحو ذلك" ... إلى أنْ قال رحمه الله: " ... إلى غير ذلك من الأكاذيب والأحاديث الموضوعة التي لا يصحّ منها شيء".
وقال -أيضًا- في هذا السِّياق مختتمًا كلامه: "وللشِّيعة الرَّافضة في صفة مصرع الحسين كذبٌ كثيرٌ، وأخبار باطلة". اهـ.
وهناك أحاديث موضوعة أخرى، لولا خشية الإطالة لذكرتُها، وانظر على سبيل المثال (ص ٣٠، ٤١، ٥٢، ٨٣، ٩٥، ١٦٣، ٣٢٥، ٣٤٢، ٣٤٣).
ثانيها: وُجِد من طريقة المحبِّ الطَّبريِّ في نسبة الأحاديث إلى مخرِّجيها مما يُؤخذ عليه، أنه يُوردها منسوبةً إلى غير مظانها، فقد ينسب الحديث إلى "السُّنن"، وهو في "الصَّحيحين" أو أحدهما ... وقد ينسبه إلى "المعاجم"، وهو في "السُّنن الأربعة" أو أحدها ... بل قد ينسبه إلى مصدر لا يعدُّ من المصادر الحديثية، كالكتب المؤلَّفة في الصحابة، مثل "الاستيعاب"، ويكون الحديث مرويًّا في "الصَّحيحين"، و"السُّنن"، و"المسانيد"! ... وهذا عند المحبِّ كثير.
وهذه ثلاثة أحاديث على سبيل التمثيل:
١ - أورد (ص ٨٩) حديث: "خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد". وعزاه لابن عبد البر!
والحديث أصله في "صحيح البخاري" (٦/ ٤٧٠ - مع الفتح)، رقم (٣٤٣٢)، و"صحيح مسلم" (٤/ ١٨٨٦)، رقم (٢٤٣٠). وهو عند الترمذي (٥/ ٧٠٢)، رقم (٣٨٧٧)، وأحمد (١/ ٨٤، ١١٦، ١٣٢، ١٤٣، ٢٩٣)، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٥٣٩)، رقم (٣٨٣٧) و (٣/ ٢٠٣)، رقم (٤٨٤٧)، وابن حبان في "صحيحه" (١٥/ ٤٠١، ٤٦٤)، رقم (٦٩٥١، ٧٠٠٣)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ٤٠٢)، رقم (١٠٠٤).
٢ - أورد (ص ٩٤) حديث: "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: يا أهل الجمع نكِّسوا رؤوسكم، وغضُّوا أبصاركم حتى تمرَّ فاطمة بنت محمد على