للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بينما لا زال كثير من مؤلفات الحافظ السَّخَاويِّ حبيس المكتبات في عالم المخطوطات؛ مع أنه "لا يشكُّ باحثٌ منصفٌ أنَّ السَّخَاويَّ أمتن من السُّيوطيِّ في التاريخ والحديث، وأكثر أصالةً في تآليفه" (١).

ولعلَّ السبب في عدم شهرته؛ كثرة المؤلفات في مناقب الآل، فكأنّ العالم أو الباحث يظنّ أنَّ كتاب السَّخَاويِّ كسائر الكتب المؤلفة في هذا الباب، التي دخلها الواهي والمنكر، دون تمييز أو إشارة إلى ذلك؛ فنتج عن ذلك ضعف همَّة الباحثين لقراءة الكتاب أو مطالعته ... هذا ما بدا لي، ولعلَّ السب غير ذلك، والله أعلم.

أمَّا من عاصر المؤلف كابن الدَّيبع الشَّيبانيّ (ت ٩٤٤ هـ)، وهو من تلاميذه، فقد نقل عن الكتاب في موضع واحد، وذلك في كتابه المسمَّى "تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث" (ص ١٤٦).

وفي نفس الفترة الزمنية -القرن العاشر الهجري- يأتي الفقيه المحدِّث أحمد بن محمد بن حجر الهيتميّ (ت ٩٧٤ هـ)، فيطَّلع على الكتاب، فيُعجب به وبما احتواه من فوائد؛ فيقوم باختصاره، ويجعله ذيلًا لكتابه: "الصواعق المحرقة".

ثم جاء القرن الثاني عشر، وجاء الشيخ إسماعيل العجلونيّ (ت ١١٦٢ هـ) صاحب كتاب "كشف الخفاء ومزيل الإِلباس فيما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس"، فاطَّلع على الكتاب واستفاد منه، ونقل عنه في ثلاثة مواضع من كتابه: (٢/ ١٤٢، ٢٢٥، ٢٨٨).

أمَّا ما عدا هؤلاء العلماء، فلم أرَ من صرَّح بالنقل عن الكتاب.

وتجدر الإِشارة؛ أني ومن خلال قراءتي لكتاب: "جواهر العقدين في فضل الشَّرفين" للشَّريف السَّمهوديِّ (ت ٩١١ هـ)، وهو من معاصري المؤلف؛ رأيت نقولاتٍ كثيرةً تكاد تكون منقولة بالحرف الواحد، من كتاب الحافظ السَّخَاويِّ، دون إشارة السَّمهوديِّ إلى ذلك!


(١) من كلام الدكتور بشار عواد في مقدمة تحقيق كتاب: "وجيز الكلام في الذيل على دول الإِسلام" للسَّخَاويّ (١/ ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>