للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والتَّطويلُ بما لا يُبيِّنه (١) من الموضوع والمنكر، فضلًا عن الضَّعيف؛ مع سَعَةِ علمه، إلى غير ذلك من التساهل والمسامحة، فعلمتُ بذلك صحَّة مقالة حافظ بلده، حيثُ وَصَفَهُ بهذا، وعدَّه في منتقَده (٢).

بل قال شيخُنا (٣) -وناهيك به من مثله-: "إنه كثيرُ الوَهْمِ في عَزْوه للحديثِ ونَقْلِهِ" (٤)، هذا مع أنه لم يكن في زمنه مثله في الحرم (٥)، بل قيل: "إنَّ مَكَّةَ لم تُخْرِجْ بعد إمَامِنَا الشَّافعيِّ نَظِيرَهُ! " (٦)، لكنَّها مقالةٌ مَخْدوشَةٌ، مع أنَّها لا تَشْفِي من


(١) في (ك): بما يُبيِّنه!
(٢) أراد المؤلفُ بحافظ بلد المحبِّ الطَّبريِّ المكِّيِّ؛ الحافظَ تقيّ الدِّين محمد بن أحمد الحسنيَّ الفاسيَّ المكيَّ المتوفى سنة (٨٣٢ هـ)، وانتقاد التقيِّ الفاسيِّ للمحبِّ الطبَّريِّ، ووصفه بالتساهل والمسامحة في الرواية، مع عدم بيانه للضعيف فضلًا عن الموضوع، مذكورٌ في كتابه: "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" (٣/ ٢٦) - تحقيق: فؤاد سيِّد، في ترجمة المحبِّ الطبريِّ المكِّي، إذ قال رحمه الله تعالى ما نصُّه!
"وله تواليف حسنة في فنون من العلم، إلَّا أنه وقع له في بعض كتبه الحديثية شيء لا يستحسن. وهو أنه ضمَّنها أحاديث ضعيفة وموضوعة في فضائل الأعمال، وفضائل الصحابة رضي الله عنهم، من غير تنبيه على ذلك، ولا ذكر إسنادها ليُعلم منه حالها. وغاية ما صنع أنَّ يقول: أخرجه فلان، ويُسمِّي الطبراني مثلًا أو غيره من مؤلفي الكتب التي أخرج منها الحديث المشار إليه، وكان من حقِّه أنَّ يخرِّج الحديثَ بسنده في الكتاب الذي أخرجه منه، ليسلمَ بذلك من الانتقاد كما سلم به مؤلفُ الكتاب الذي أخرج منه المحبّ الطَّبريُّ الحديثَ الذي خرَّجه. أو يقول: أخرجه الطبراني -مثلًا- بسند ضعيف، كما صنع غير واحد من المحدِّثين في بيان حكم سند الحديث الذي يريدرن إخراجه. أو ذكره بإسناد المؤلف الذي يخرِّجونه من كتابه". اهـ.
(٣) هو الحافظ ابن حجر العسقلاني، المولود سنة (٧٧٣ هـ)، والمتوفى سنة (٨٥٢ هـ)؛ فهو شيخه الأول الذي تخرَّج به. بل صرَّح المصنِّف بذلك في مقدِّمة كتابه الشهير "الضوء اللامع" (١/ ٥)، عند بيانه لمصطلحاته في الكتاب المشار إليه، فقال: "وكلُّ ما أطلقتُ فيه (شيخنا)، فمرادي به ابن حجر أستاذنا".
قلتُ: بل سار السَّخاوي رحمه الله تعالى على هذا الإطلاق في سائر كتبه وتأليفاته. وانظر: ترجمة ابن حجر في "الضوء اللامع" (٢/ ٣٦)، و "طبقات الحفاظ" (ص ٥٥٢).
(٤) لم أقف على نصِّ كلام ابن حجر فيما بين يدي من المصادر.
(٥) قال التقي الفاسي في "العقد الثمين" (٣/ ٦٦): "وجدت بخط القطب الحلبي، في ترجمة المحبِّ: (إنه لم يكن فى زمانه مثله بالحرم المكِّيِّ)؛ وهذا مما لا ريب فيه".
(٦) صاحب هذه المقالة هو الحافظ صلاح الدين العلائي، كما ذكره التقي الفاسي في "العقد الثمين" =

<<  <  ج: ص:  >  >>