فقلتُ: لعلَّه بإشارةِ ابنِ فَهْدٍ الحفيدِ (عبد العزيز ابن النَّجم عمر) (٤/ ٢٢٤ - ٢٢٦)، ولكنِّي لم أظفر ببُغْيتي! فضربتُ عن ذلك صَفْحًا. ثم إنه بعد مُدَّةٍ جرى اتِّصالٌ هاتفيٌّ بالشيخ أبي عُبيدة مشهور بن حسن آل سلمان حول الكتاب؛ إذ للأخير كتابٌ بعنوان "مؤلَّفات الحافظ السَّخَاوي"، أو "مكتبة الحافظ السَّخَاوي"، فَذَكَرَ لي -جزاه الله خيرًا- المواضع التي ذكر فيها السَّخَاوي "ارتقاء الغُرَف" في "الضوء اللامع". فتتبَّعتُها موضعًا موضعًا، حتى وصلتُ إلى (١١/ ١٠) وفيه ترجمة أبي البقاء بن الجيْعان؛ فرأيتُ ما نصُّه: "وكان قد التمس منِّي في حياة والده وجدِّه تصنيفَ كتاب في "الأشراف"، حين صار يتكلَّمُ في وقف الأشراف رجاءَ رغبة الملك في التَّوجُّه إليهم، ثم بعدهما في "الذَّيل على دول الإسلام للذهبي"؛ فأجبتُه، وذكرت من أوصافه في خطبتها ما يحُسن إثباته هنا. ووقعا عنده موقِعًا، وانتفع بهما الناس؛ فكان مُشاركًا في الثواب بدون إلباس". اهـ. ثم رجعتُ إلى مقدِّمة "وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام" (١/ ٣) فوجدت ما نصُّه: "وبعدُ: فهذا ذيلٌ تامٌّ على دول الإسلام" لشيخ الحفاظ ... ، جمعتُهُ امتثالًا لإِشارة مَنْ فاق حسًّا ومعنًى، بحيث استحق المزيد من الحُسنى، ورَاقَ وضْعًا ومعنّى، بحسن التَّصور، وصدق اللهجة، وعَليِّ الهِمَّة، والنهضة إلى المحلِّ الأسنى، وسار سيرًا وفيًّا حتى صار أصْلًا عليًّا، وتولَّدتْ محاسنه من أبيه وجدِّه، وتأكَّدت باجتهاده وجِدِّه ... " إلخ كلامه. فالحمد لله على توفيقه. (١) في (ك): ذو القربى! (٢) هو الإمام الحافظ المحدِّث، فقيه الحرم، أحمد بن عبد الله بن محمد الطبري، ثم المكي الشافعي. ولد بمكة سنة (٦١٥ هـ)، وبها نشأ وطلب العلم وسمع الكثير، ورحل إلى البدان. من أشهر مؤلفاته: "ذخائر العُقبى"، و "الرياض النضرة في مناقب العشرة"، وغيرهما. مات بمكة سنة (٦٩٤ هـ). انظر: "تذكرة الحفاظ" (٤/ ١٤٧٤)، و "الأعلام" (١/ ١٥٩). (٣) (عليه) سقطت من (م) دون سائر النُّسخ، ولا يتم السياق إلَّا بها.