للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: "أي بُنيَّة! إن الله قد جعل أمرك بيدك، فأُحبُّ أنْ تجعليه بيدي".

فقالت: "أي أبة! والله إني لامرأة أرغبُ فيما ترغبُ فيه النِّساءُ، فأنا أحبُّ أن أصيبَ ما تصيبُ النِّساء من الدُّنيا، وأنا أريدُ أن أنظرَ في أمر نفسي".

فقال: "لا والله يا بُنيَّة! ما هذا من رأيكِ، ما هو إلَّا رأي هذين -يعني أخويْها! " ثم قام فقال: "والله لا أكلِّم رجلًا منهما أو تفعلين".

فأخذا بثيابه فقالا: "اجلس يا أبة، فوالله ما على هَجْرَتِك من صبر، اجعلي أمرك بيده"، فقالت: "قد فعلتُ".

فقال: "قد زوَّجتُكِ من عوْن بن جعفر (١) -يعني ابن أخيه- وإنه لغلام".

ثم رجع إلى بيته فبعث إليها بأربعة آلاف درهم، وبعث إلى ابن أخيه فأدخلها عليه.

قال راويه حسن بن حسن بن علي (٢):

"فوالله ما سمعتُ بمثلِ عشْقٍ منها له منذ خلقك الله" (٣).


(١) هو عَوْن بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي، أمُّه أسماء بنت عُميس الخثعمية. وُلِد بأرض الحبشة، وقدم به أبوه في غزوة خيبر، كان يُشبه النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أشبهتَ خَلْقِي وخُلُقِي". وسيأتي ذكره في الأشباه في الباب السابع (ص ٥٥٢). مات شهيدًا في تُسْتَر. وليس له عقب. "الاستيعاب" (٣/ ٣١٥)، و"الإصابة" (٤/ ٦١٨).
(٢) هو الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، العلوي الهاشمي، يكنى أبا محمد، أمُّه خوْلة الفزَارية. قال الذهبي: "قيل الرواية والفُتْيا مع صدقه وجلالته"، وقال الحافظ: "صدوق". مات سنة (٩٧ أو ٩٩). "سير أعلام النبلاء" (٤/ ٤٨٣)، و"تقريب التهذيب" (ص ٢٣٦).
(٣) إسنادُهُ ضعيفٌ.
أخرجه الدولابي في "الذريَّة الطاهرة" (ص ١١٧) - رقم (٢٢٥ - ٢٢٦)، من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق، عن أبيه، عن حسن بن حسن بن علي.
أحمد بن عبد الجبار، هو العُطاردي؛ قال الذهبي في "الميزان" (١/ ٢٥٢): "ضعَّفه غير واحد". وقال الحافظ في "التقريب" (ص ٩٣): "ضعيف، وسماعه للسيرة صحيح". وقال الدارقطني كما في "الميزان" (١/ ٢٥٢): "لا بأس به، قد أثنى عليه أبو كُريب".
ويونس بن بُكير (صدوق يُخطئ). "التقريب" (ص ١٠٩٨). =

<<  <  ج: ص:  >  >>