للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زاد غيره (١): "فلم يَنْشَبْ عَوْنٌ أنْ هلك، فرجع إليها عليٌّ فقال: يا بُنيَّة! اجعلي أمرك بيدي ففعلتْ؛ فزوَّجها محمد بن جعفر (٢) -الابن الآخر لأخيه-.

ثم خرج فبعث إليها بأربعة آلاف دِرْهُم، ثم أدخلها عليه فمات عنها، فتزوَّجها عبد الله بن جعفر (٣) -الأخ الثالث للأولين-، وماتت معه، ولم يُصِبْ منها ولدًا".

والحاصل؛ أنه تزوَّج أمَّ كلثوم بعد عمر (٤) ابنُ عمِّها عوْن بن جعفر بن أبي طالب، ثم بعد موته أخوه محمد بن جعفر، ثم تزوَّجها بعد موته أخوه عبد الله بن جعفر، فماتت عنده، ولم تلدْ لواحد من الإخوة الثلاثة سوى للثاني، ولدتْ له ابنة تُوفِّيت صغيرةً، فليس لها عَقِبٌ.

وكذا عاشت زينب ابنة فاطمة الزَّهراء -رضي الله عنهما- حتى تزوَّجها ابنُ عمِّها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب المذكور قريبًا. وولدتْ له عدَّة أولاد، منهم: عليٌّ (٥)؛


= وهذا الحديث الذي بين أيدينا من السيرة والأخبار؛ ولكن فيه أيضًا إسحاق بن يسار والد محمد، وهو لا يحتجُّ بحديثه كما قال الدارقطني. انظر: "الميزان" (١/ ٣٦١).
(١) هذه زيادة ابن إسحاق في "السير والمغازي" (ص ٢٥٠).
(٢) هو محمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي، كنيته أبو القاسم. وُلِد بالحبشة في أيام هجرة أبويه إليها، وهو أول من سُمِّي محمدًا في الإِسلام من المهاجرين، استشهد بتسْتر، وقيل: عاش إلى أن شهد صفين مع علي؛ -رضي الله عنهما-.
- الإِصابة (٦/ ٧)، و"التحفة اللطيفة" (٢/ ٤٦٥).
(٣) هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي، يكنى أبا هاشم، وأبا محمد، وأبو جعفر. وُلِد بأض الحبشة، وهو أول مولود وُلِدَ للمسلمين بها، كان من أجود الناس وأسخاهم، وله في ذلك أخبار مشهورة، ولذا كان يُسمَّى (بحر الجُود). مات سنة (٨٠ هـ أو ٩٠ هـ أو ٨٤ هـ أو ٨٢ هـ).
- "الاستيعاب" (٣/ ١٧)، و"الإِصابة" (٤/ ٣٥).
(٤) في (ك)، و (ل)، و (هـ): عمر بن الخطاب.
(٥) هو علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أمُّه زينب بنت علي بن أبي طالب. وفيه الكثرة والعدد، حمل أهل أبيات من قريش في سَنَيَات خالد، فقال مُسَاحق بن عبد الله:
أبا حَسَنٍ إني رأيتُك واصلًا ... لِهَلْكي قريش حين غُيِّر حالُها
سعيتُ لهم سَعْي الكريم ابن جعفر ... أبيك وهل من غايةٍ لا تَنالُها =

<<  <  ج: ص:  >  >>