للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩ - ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: "قال لي جبريلُ عليه السَّلامُ: قلَّبتُ مشارقَ الأرضِ ومَغَارِبَها فلمْ أجِدْ بني أَبٍ خَيْرًا مِنْ بني هَاشِمٍ ... "، الحديث (١).

ولذلك رأيتُ شيْخنا سْيخَ الإِسلام ابنَ حجر -رحمه الله تعالى- وَصَفَ بعضَ المنْسوبين لجعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب (٢) بقوله: "شريفٌ من أهل


(١) إسناده ضعيفٌ، ويتقوَّى بشواهده.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنة" (٢/ ٦٣٢) ولفظه:
"قال لي جبريل عليه السَّلامُ: قلَّبتُ الأرض مشارقَها ومغاربَها، فلم أجد رجلًا أفضل من محمد عليه الصَّلاة والسَّلامُ، وقلَّبتُ الأرضَ مشارقَها ومغاربَها فلم أجد بني أبٍ أفضل من بني هاشم".
- والطبراني في "المعجم الأوسط" (٦/ ٣١٣) - رقم (٦٢٨٥) بلفظ: "قلَّبتُ مشارق الأرض ومغاربها، فلم أجد رجلًا أفضل من محمد، ولم أرَ بيتًا أفضل من بيت بني هاشم".
قال الطبراني عقبه: "لا يُروى هذا الحديث عن الزهري إلَّا بهذا الإِسناد، تفرَّد به موسى بن عُبيدة، ولا يُروى عن عائشة إلَّا بهذا الإِسناد".
- والدُّولابيُّ في الذُّرِّيَّة الطاهرة (ص ١٢١)، والبيهقيُّ في "دلائل النبوة" (١/ ١٧٦)، والسَّمرقنديُّ في "جزء فضائل العبَّاس" (ق ٢/ أ -ب)، واللالكائي في "السُّنَّة" (٤/ ٨٢٩) - رقم (١٤٠٢)، والدَّيلميُّ في "الفردوس" (٣/ ١٨٧) -٤٥١٦)؛ جميعهم من طريق موسى بن عُبيدة، عن عمرو بن عبد الله بن نوفل، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة به.
قلتُ: الحديث مداره على موسى بن عُبيدة الرَّبَذِيّ؛ وهو ضعيف.
ضعَّفه الإِمام أحمد، وابن معين، والنسائي، وأبو أحمد بن عدي، والهيثمي، وابن حجر.
- انظر: "الميزان" (٦/ ٥٥١)، و"التقريب" (ص ٩٨٣)، و"المجمع" (٨/ ٢١٧).
ويشهد له الأحاديث الواردة في هذا الباب، ومنها حديثُ واثلة السابق في "صحيح مسلم"، ولذا قال البيهقي (١/ ١٧٦) عقب رواية الحديث: "هذه الأحاديث وإن كان في روايتها من لا تصحّ به، فبعضها يؤكد بعضًا، ومعنى الجميع يرجع لما روينا عن واثلة بن الأسقع، وأبي هريرة؛ والله أعلم". اهـ.
(٢) يغلب على الظَّنِّ أن الشخص المشار إليه -والله أعلم- هو النَّجم عمر بن فهد الهاشميّ المكيّ (المولود سنة ٨١٢ هـ - المتوفي سنة ٨٨٥ هـ)، صاحب كتاب: "إتحاف الورى بأخبار أمِّ القرى"، وهو من أقران المصنِّف، وأحد تلاميذ الحافظ ابن حجر. ترجمه المؤلف ترجمة حافلة في "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" (٦/ ١٢٦ - ١٣١)، وذكر ثناء العلماء عليه، ومنهم شيخه الحافظ ابن حجر؛ إذ وصفه بقوله: "من أهل البيت النَّبويِّ نسبًا وعلمًا". ووصفه مرةً بقوله: "محدِّثٌ كبيرٌ، شريفٌ من أهل البيت النَّبويِّ". وثالثة بأنه: "من أهل العلم بالحديث ورجاله، ومن أهل البيت النبويِّ". وقد أفاد السَّخاويُّ أنه بيَّن ذلك وغيره أيضًا، في "الجواهر والدُّرر"، ولم أقف عليه في "الجواهر". =

<<  <  ج: ص:  >  >>