فقال: لا علم لي بقريش، فقال لأبي بكر: أخبره عنهم، ونقَّب له في مثالبهم". - وقد رواه البخاري ومسلم موصولًا في "صحيحيهما". أما البخاري في كتاب الأدب -باب هجاء المشركين (١٠/ ٥٤٦ - فتح) - رقم (٦١٥٠)، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وأما مسلم ففي فضائل الصحابة -باب فضائل حسان بن ثابت (٤/ ١٩٣٥) - رقم (٢٤٩٠)، من طريق عُمارة بن غَزِية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة -رضي الله عنها-. وهو حديث طويل؛ وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى حسان ليهجو المشركين بعد أن هجاهم عبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك فلم يُرْضيا! فلما دخل حسان قال: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذَنَبه، ثم أدلع لسانه فجعل يُحَرِّكه، فقال: والذي بعثك بالحقِّ! لأفرِينَّهم بلساني فرُي الأديم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تعْجلْ؛ فإن أبا بكر أعلمُ قريشٍ بأنسابها، وإنَّ لي فيهم نسبًا حتى يُلخِّص لك نسبي"، فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله! قد لخَّصَ لي نسبك، والذي بعثك بالحقِّ! لأسُلَّنَّك منهم كما تُسلُّ الشَّعرة من العجين ... إلى إلخ الحديث. وهذا لفظ مسلم. (١) في (م): لأنسلنَّك. (٢) في (م)، و (ك): لأُخلِّص. (٣) انظر العبارة بنصِّها في: "فتح الباري" (١٠/ ٥٤٧) دون قوله: (أثر)، وقارنه بـ (٦/ ٥٥٤). قال النووي في "شرح مسلم" (١٦/ ٤٨): "معناه: لأتلطَّفنَّ في تخليص نسبك من هجوهم؛ بحيث لا يبقى جزءٌ من نسبك في نسبهم الذي ناله الهجو، كما أن الشعرة إذ سُلَّت من العجين لا يبقى منها شيءٌ، بخلاف ما لو سُلَّت من شيء صلب؛ فإنها ربَّما انقطعت فبقيت منها بقية". (٤) (٤/ ٣٠٩) - رقم (١٩٧٩). (٥) (٢/ ٣٧٤).