للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل (١): ذلك وهو بمكة لمَّا جاءته الأنصار رضي الله عنهم ليبايعوه، حضر معهم عمُّه العبَّاس رضي الله عنه المبايعة. وعظَّم الذي بين الأنصار ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٢)؛ ليكون ذلك داعيًا إلى الوفاء بالشَّرط، وذكر حينئذٍ أن أمَّ عبد المطلب سَلْمَى ابنة عمرو بن زيد بن عدي بن النَّجَّار (٣)؛ انتهى.

وسَلْمَى هذه كانت لا تنكح الرِّجال لشرفها في قومها، حتى شرطوا (٤) لها أن أمرها بيدها. إذا كرهت رجلًا فارقته. وهي من بني عَديّ بن النَّجَّار جزمًا.

لكن ظاهر الرواية المتقدِّمة أن زيدًا هو ابن عدي. وقد وقع في غيرها بإثبات لَبيد بن خِدَاش بن عامر بن غَنْم بينهما، ولا تنافي بينهما.

[ح ٢١/ أ] نعم؛ وقع في روايةٍ أخرى (٥) أن سَلْمَى هي ابنة زيد بن عمرو بن أسد بن حرام بن خِدَاش بن جندب بن عدي بن النَّجَّار؛ والأول أثبت.

ولا شكَّ في شرف الأَنصار رضي الله عنهم بذلك مع ما لهم من الشَّرف العظيم، والفَخر الجسيم الذي لسنا بصَدَدِ إيراده هنا.


= (١/ ١٥٤ - شاكر) - رقم (٣)، وابن أبي شيبة (٧/ ٣٤٣) - رقم (٣٦٥٩٩)، والبخاري في "التاريخ الصغير" (١/ ٥٢)، وابن سعد في "الطبقات" (٤/ ٣٦٦)، والبيهقي في "الدلائل" (٢/ ٥٠٦)، وكذا في "مناقب الشافعي" (١/ ٢٣٩)؛ كلُّهم بأسانيدهم من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن أبي بكر به.
(١) تصحَّفت (قيل) في (م) إلى (قبل).
(٢) في (م)، و (ز): وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
(٣) هي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن حرام بن خداش بن عامر بن غَنْم بن عدي بن النَّجَّار.
من فواضل نساء عصرها، ذات شرف وسؤدد في قومها، كانت قبل هاشم بن عبد مناف تحت أحيْحة بن الجُلاح بن الحَريش. وكانت لا تنكح الرجال لشرفها حتى يشرطوا أن أمرها بيدها، إذا كرهت رجلًا فارقته متى شاءت، بدون شرط أو قيد. انظر: "سيرة ابن هشام" (١/ ١٣٧، ١٠٧)، و "أعلام النساء" (٢/ ٢٤٩).
(٤) في (م): يشترطوا.
(٥) هذه الرواية أوردها الطبري في "تاريخه" (٢/ ٢٤٧) - تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>