(٢) غَدِيرُ خُمّ: بضم أوله وتشديد ثانيه، وموضع على ثلاثة أميال من الجُحْفة يَسْرةً عن الطريق، وهذا الغدير تصبُّ فيه عين، وحوله شجر كثير ملتف، وهي الغيْضة التي تُسمَّى خمّ. وبين الغدير والعين مسجد النَّبي -صلى الله عليه وسلم-. انظر: "معجم ما استعجم" (٢/ ٥١٠) و (٢/ ٣٦٨)، و"معجم البلدان" (٢/ ٣٨٩). قلتُ: وكان نزول النَّبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموضع وخطبته في يوم الأحد، اليوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة حجَّته. انظر: "البداية والنهاية" (٥/ ١٨٣). وجديرٌ بالذكر: أن الرَّافضة أحدثت في هذا اليوم "عيد غدير خُمٍّ". وسمَّوه "العيد الأكبر"، وفضَّلوه على عيدي الفطر والأضحى! ولذا قال بعض الشِّيعة: ويومًا بالغديرِ غديرِ خُمٍّ ... أبان له الولايةَ لو أُطيعا ذكر ذلك العلامة شاه عبد العزيز غلام الدهلوي في "مختصر التحفة الإثنى عشرية" (ص ٢٠٨). وقد رتَّبوا لذلك العيد أدعة وأذكارًا -ما أنزل الله بها من سلطان- سمُّوها (عمل ليلة الغدير! ) يقولها الواحد منهم في ليلة الثامن عشر من ذي الحجة في كلِّ عام. وأخرى في نهار ذلك اليوم سمَّوها (عمل يوم الغدير! )، واستحبُّوا للعبد أن يغتسل في صدر نهار ذلك اليوم، فإذا بقي إلى الزوال نصف ساعة شُرع له أن يُصلِّي ركعتين، يقرأ في كلِّ ركعة منهما فاتحة الكتاب مرَّة واحدة، وقل هو الله أحد عشر مرّات! وآية الكرسي عشر مرّات! وإنا أنزلناه عشر مرّات! ... فإذا سلَّم عقَّب بعدهما بما ورد من تسبيح الزهراء (عليها السَّلام! ! ) ... إلخ بدَعِهم وخُزعْبلاتهم التي لا تنتهي. وانظر في ذلك: كتاب "ماذا في التاريخ؟ " لمحمد حسن القبيي العاملي (٧٤/ ٢٠١ - ٢٢٠)، و "مفتاح الجنة"، لحسن الشيخ الكتبي (ص ٢٥٧ - ٢٦٤)، وكلاهما من كتب الرَّافضة. وكذا "طائفة النُّصيرية -تاريخها وعقائدها-"، للدكتور سليمان الحلبي (ص ٧١ - ٧٢).