للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي الطُّفيْل، عنه، أو عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما قال:

لمَّا صَدَرَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- من حجَّة الوداع نهى أصحابَه عن شَجَرَاتٍ بالبطْحاءِ متقارباتٍ أن ينزلوا تحتهنَّ، ثم قام فقال:

"يا أَيُّها النَّاسُ! إِنِّي قد نَبَّأنِيَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ أنه لن يُعَمَّرَ نَبِيٌّ إلَّا نِصْفَ عُمُرِ الذي يليه من قبله، وإِنِّي لأَظُنُّ أَنِّي يُوشكُ أَنْ أُدْعَى فأُجيب، وإِنِّي مسْؤولٌ، وإِنَّكم مسؤولون؛ فماذا أنتم قائلون؟ ".

قالوا: [ح ٢٤/ ب] "نَشْهَدُ أنَّك قد بلَّغْتَ، وجاهَدْتَ، ونَصَحْتَ، فجزاك اللهُ خيرًا".

ففال: "ليس تَشْهدونَ أنْ لا إِله إِلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، وأَنَّ جَنَّته حقٌّ، وأَنَّ نارَهُ حقٌّ، وأَنَّ الموْتَ حقٌّ، وأَنَّ البعْثَ حقٌّ بعد الموْتِ، وأَنَّ السَّاعةَ آتِيةٌ لا ريْب فيها، وأَنَّ الله يَبْعَثُ مَنْ في القُبُورِ".

قالوا: "نَشْهَدُ بذلك". قال: "اللَّهُمَّ اشهَد".

ثم قال: "يا أيُّها النَّاسُ! إنَّ الله مَوْلاي، وأَنَا مَوْلى المؤمنين، وأَنَا أوْلى بهم من أنْفُسِهِم، فمن كُنْتُ مَوْلاه فهذا مَوْلاه -يعني عَليًّا-، اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه، وعَادِ مَنْ عَاداه".

ثم قال: "يا أَيُّهَا النَّاسُ! إنِّي فَرَطُكُمْ، وإِنَّكم واردون عليَّ الحَوْضَ؛ حَوْضٌ أَعْرَضُ مما بين بُصْرَى (١) إلى صَنْعَاء (٢)، فيه عددُ النُّجُوم قُدْحَانٌ مِن فِضَّة، وإنِّي


(١) بُصْرى -بالضم والقصر-: موضعان: إحداهما بالشام من أعمال دمشق، وهو قصبة كورة حوُران، وهي مشهورة عند العرب قديمًا وحديثًا. الموضع الثاني: بُصْرى من قُرى بغداد قرب عُكْبْراء. "معجم البلدان" (١/ ٤٤١).
(٢) صَنْعاء: منسوبة إلى جودة الصَنْعة في ذاتها، وهي مدينة باليمن معروفة، كان أول من نزلها أزال ابن يعير بن عابر؛ فسُمِّيت به. وقيل: إنَّ الحبشة لمَّا دخلتها فرأتْها مبنيَّة بالحجارة قالوا: (صَنْعة .. صَنْعَة! )، وتفسيره بلسانهم: حَصينة حصينة؛ فسُمِّيت بذلك، وهي بلاد طيِّبة الهواء، كثيرة الماء.
- "معجم البلدان" (٣/ ٤٢٥)، و "معجم ما استعجم" (٣/ ٨٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>