(٢) إسنادُهُ ضعيفٌ. أخرجه من طريق ابن كاسب، عن الزبير بن حبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن عاصم بن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عاصم بن عبيد الله إلَّا الزبير بن حبيب، تفرَّد به يعقوب بن حميد". قلتُ: عاصم بن عبيد الله، وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب. ضعَّفه الحافظ في "التقريب" (ص ٤٧٢)، والهيثمي في "المجمع" (٩/ ١٦٣)؛ فهو ضعيف. والزبير بن حَبيب، أورده الذهبي في "الميزان" (٣/ ٩٨) وقال: "فيه لين". وذكره أبو أحمد بن عدي في "الكامل" (٣/ ١٠٨١)، وأورده له حديثًا بنفس هذا الإسناد واللفظ، إلَّا أنه قال فيه: "احفظوني في أهل ذمَّتي". ثم قال ابن عدي عقبه: "وهذا وإنْ كان عاصم بن عبيد الله ضعيفًا؛ فإنَّ الرَّاوي عنه لهذا الحديث الزبير بن حبيب، ولا أدري من أيِّهما البلاء فيه؟ ! "، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٣/ ٥٨٤)، ولم يذكر فيه جرحًا. وابن حبان في "ثقاته" (٦/ ٣٣١). • تنبيه: جاء في "الطبراني" و "الميزان" و "اللسان" و "الكامل" تسميته: (الزبير بن حَبيب)، هكذا بفتح المهملة وكسر الباء، بينما في "الجرح والتعديل" و "ثقات ابن حبان" و "تاريخ بغداد": الزبير بن خُبَيب، بضم المعجم وفتح الباء وسكون الياء. قلت: ولحديث ابن عمر شاهد بنحوه، أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (١/ ٤١٩) - رقم (٧٢١) من طريق الحسين بن إسماعيل بن النقاد، عن أبى جعفر بن بنت مطر، عن هاشم بن قاسم، عن شعبة، عن ابن عيينة، عن عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "احْفَظُوني في عِترَتي". قال الشيخ حمدي السلفي تعليقًا عليه: "لم أرَ هذا الحديث في مصدر آخر مما لديَّ، كما أني لم أر ترجمة لمن تحت هاشم بن القاسم". اهـ. ولم يحكم على الرواية بشيء. أقولُ: عرفت بحمد الله شخصًا واحدًا ممن تحت هاشم بن القاسم -وبه نستطيع الحكم على الحديث-، وهو ابن بنت مطر، واسمه محمد بن سليمان بن هشام، أبو جعفر الخزَّاز، معروف بـ "ابن بنت مطر الورَّاق". قال فيه ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٢٠٤): "منكر الحديث بين الثقات، كأنه يَسْرق الحديث، يعمد إلى أحاديث معروفة لأقوام بأعيانهم حدَّث بها عن شيوخهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال". ولذا قال الحافظ في "التقريب" (ص ٨٥٠): "ضعيف". وانظر: "التهذيب" (٩/ ١٧٣)؛ فالإسناد ضعيف، وهاشم ومن فوقه ثقات؛ والله أعلم.