للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• مثال ذلك: أن تكون وظيفة تدريس، وغير القرشيِّ عالم، والقرشيُّ غير عالم، أو غير القرشيِّ فائق، والقرشيُّ مبتدئ؛ فيُقدَّم العالم والفائق.

وكذلك لو حضر قرشيٌّ غير فقيه، وفقيهٌ غير قرشيٍّ؛ قُدِّم الفقيه في الإِمامة على القرشيِّ؛ وقِسْ على ذلك؛ انتهى.

ثم إنَّ قول زيد بن أرقم رضي الله عنه الماضي في تفسير أهْلِ بيته؛ اختلفت الرِّواية عنه [ح ٢٩/ ب] في إثبات كون نسائه من أهْلِ البيت ونَفْيِهِ.

ويمكن الجمع بينهما؛ بأنَّ المنفي الاقتصار عليهنَّ فقط، والمثبتَ بانضمامهنَّ مع مَنْ ذُكِرَ، وبذلك يجتمع هذا الحديث أيضًا مع الآية التي هنَّ سبب نزولها، وهي قوله تعالى:

{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣)} (١).

١٠٢ - وفي "صحيح مسلم" (٢) من حديث مُصعَبِ بنِ شَيْبَةَ، عن صفيَّةَ ابنةِ شَيْبَةَ قالت: قالت عائشة رضي الله عنها:

"خرج النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ غداةٍ وعليه مِرْطٌ مُرَحَّلٌ من شعرٍ أسود، فجاء الحسنُ بنُ عليٍّ رضي الله عنهما فأَدخله، ثم جاء الحسينُ رضي الله عنه فأَدخله، ثم جاءتْ فاطمةُ رضي الله عنها فأدخلها، ثم جاء عليٌّ رضي الله عنه فأَدخله، ثم قال:


(١) الأحزاب (آية: ٣٣).
(٢) (٤/ ١٨٨٣) - (٢٤٢٤) كتاب فضائل الصحابة- باب فصائل أهل بيت النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نُمير -واللفظ لأبي بكر-، كلاهما عن محمد بن بشر، عن زكريا، عن مصعب بن شيبة به.
والمِرْطُ -بكسر الميم وسكون الراء بعدها طاء-: كساء من صوف، وربّما كان من خَزٍّ أو من غيره. "النهاية" (٤/ ٣١٩).
والمُرَحَّل -بفتح الراء والحاء المهملة-: هو الموشَّي المنقوش عليه صور رحال الإبل. وقيل: المُرجَّل -بالجيم- وهما جميعًا صواب. وقال الخطابي: هو الذي فيه خطوط. انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٣٥٥)، و "شرح النووي على مسلم" (١٥/ ١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>