للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى غير ذلك من الأحاديث التي اعتنى شَيخُنَا رحمه الله بجمعها في كتابٍ سمَّاه: "لذة العَيْش في طُرُقِ حديثِ الأَئمة من قريش" (١)؛ فلا نُطيل بسياقها (٢).

(٣) وقد سُئل رحمه الله عن معنى حديث: "قَدِّمُوا قريشًا" (٤)، فقال:

هو على العموم في كلِّ أمر من الأمور، على ما يقتضيه لفظ الخبر، وقد استدلَّ به الإِمام الشافعيُّ رحمه الله على تقديم القرشيِّ في إمامة الصَّلاة (٥)؛ ومحلُّ ذلك إذا اجتمع قرشيٌّ وغيرُ قرشيٍّ في طلب أمر، ووافق كلُّ منهما شرط ذلك الأمر؛ فيُقدَّم القرشيُّ على غير القرشيِّ إذا استوى معه في ذلك.


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (٦/ ٥٣٠)، و "توالي التأنيس" (ص ٣٩) بهذا الاسم، ونصُّ عبارته في "الفتح": "وقد جمعتُ في ذلك تأليفًا سميتة: "لذة العيش بطرق الأئمة من قريش"، وسأذكر مقاصده في كتاب الأحكام مع إيضاح هذه المسألة". اهـ.
قلتُ: انظر تلك المقاصد في (١٣/ ١١٣ - ١١٩)؛ وفَاتَ صاحبَ كتابِ "معجم المصنَّفات الواردة في فتح الباري" ذِكرة في معجمه! فَليستَدْرَك.
(٢) قال السُّبْكيُّ رحمه الله تعالى في "طبقات الشافعية" (١/ ١٩٥) بعد ذكره جملة من الأحاديث الواردة في مناقب قريش: "قال أئمتنا رضي الله عنهم: هذه الأحاديث التي يؤيد بعضها بعضًا دالة دلالة لا مدفع لها على تعظيم قريش، وأنَّ الحقَّ عند اختلاف الخلق في جهتها، وأنَّ حبَّها حبٌّ للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وبُغْضها بغضٌ له، وأنَّ من أراد إهانتها أهانه الله، وأن الناس تبعٌ لها، وأن الأمر لا يزال ما بقي من الناس اثنان، وأن الأئمة من قريش، وأنَّ من آذاها فقد آذى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأن للواحد منها قوَّة الرجلين من غيرها في نُبل الرأي، إلى غير ذلك مما وقفتُ عليه". اهـ كلامه.
(٣) من هذا الموضوع إلى قوله (انتهى) في الصفحة المقابلة؛ لم يرد في الأصل و (ك)، و (ل)، و (م)، وأثبتناه من (ز)، و (هـ).
(٤) سبق نحوه حديث رقم (٩٤).
(٥) قال النووي رحمه الله في "المجموع" (٤/ ٢٨١ - ٢٨١) في الكلام على هذه المسألة:
"وأمَّا النسب: فنسب قريش معتبر بالاتّفاق، وفي غيرهم وجهان:
(أحدهما) لا يعتبر غير قريش. وأصحّهما يعتبر كلّ نسب في الكفاءة كالعلماء والصلحاء.
"فعلى هذا يقدَّم الهاشمي والمطَّلبي على سائر قريش، ويتساويان هما، فيقدم سائر قريش على سائر العرب، وسائر العرب على العجم، واحتج البيهقي وغيره لاعتبار النَّسب بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "النَّاس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم". رواه مسلم. وهذا الحديث وإن كان واردًا في الخلافة فيُستنبط منه إمامة الصَّلاة". اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>