• وله شاهدٌ ثانٍ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- للعبَّاس: "إذا كان غداة الإثنين فائتني أنت وولدك". فال: فَغَدَا وغَدَوْنَا، فألبسنَا كِسَاء له، ثم قال: "اللَّهمَّ اغفر للعبَّاس وولدِه مغفرة ظاهرةً وباطنةً لا تُغادر ذنبًا، اللهمَّ اخْلفْه في ولده". أخرجه الترمذي في كتاب المناقب - باب مناقب العبَّاس (٥/ ٦١١)، رقم (٣٧٦٢)، وأبو بكر الخلَّال في "السُّنة" (١/ ٨٨)، رقم (٢٤)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ " (١/ ٥٠٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٦/ ٣٠٥)، في ترجمة العبَّاس، والخطيب في "تاريخ بغداد" (١١/ ٢٥)، في ترجمة عبد الوهاب الخفاف، من طرق عن عبد الوهاب، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن كُريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال: ... وذكره. قال الترمذي هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه. عبد الوهاب، هو ابن عطاء الخفاف (صدوق ربَّما أخطأ)."التقريب" (ص ٦٣٣). ومو مدلس. وثور بن يزيد: (ثقة ثبت، إلَّا أنه يرى القدر) "التقريب" (ص ١٩٠). ومكحول، هو الشامي أبو عبد الله. ويقال: أبو مسلم الفقيه الدمشقي (ثقة فقيه كثير الإرسال مشهور). "التقريب" (ص ٩٦٩). وكرَيب، هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم، أبو رشدين، مولى ابن عباس (ثقة)، روى له الجماعة. "التقريب" (ص ٨١١). قلتُ: وهذا الإسناد -كما يبدو- فيه علتان: الأولى: رواية عبد الوهاب عن ثور، فإنَّه يدلِّس عنه. قال الحافظ في "طبقات المدلسين" (ص ٩٦): "قال البخاري: كان يُدلِّس عن ثور الحمصي وأقوام أحاديث مناكير" ونقل الخطيب (١١/ ٢٥)، عن صالح بن محمد الأسدي أنه قال: "أنكروا على الخفاف حديثًا رواه لثور بن يزيد عن مكحول عن كُريب عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، في فضل العبَّاس، وما أنكروا عليه غيره. فكان يحيى بن معين يقول: هذا موضوع. وعبد الوهاب لم يقل فيه (حدَّثنا)، ولعلَّه دلَّس فيه، وهو ثقة". اهـ. وانظر ما قاله الذهبي في "الميزان" (٤/ ٤٣٥)، وابن حجر في "التقريب" (ص ٦٣٣). الثانية: الانقطاع، فقد قيل: إن مكحولًا الشاميَّ لم يسمع من كُرَيْب. قال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت هارون بن معروف يقول: مكحول لم يسمع من كرَيْب. انظر: "تهذيب التهذيب" (١٠/ ٢٦١). وعليه فالإسناد فيه انقطاع، ولكن يشهد له ما قبله وما بعده، وسيأتي الحديث برقم (١١٨). =