للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجاءت إلى النَّبيِّ فأخبرته، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما بَالُ أقوامٍ يَزْعَمُونَ أن شفاعتي لا تَنَالُ أَهْلَ بَيْتي، وإنَّ شفاعتي تنالُ صُدَاء، وحَكَم" (١).

١٣٢ - وروى البزَّار في "مسنده" (٢) من حديث هانئ بن أيوب الحضرميِّ (٣)، حدَّثني عبد الله بن عبَّاس -رضي الله عنهما- قال: "تُوفِّي ابنٌ لصفيَّةَ عمَّةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-رضي الله عنها-، فبكت عليه وصاحتْ! فأتاها النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا عَمَّة! ما يُبكيكِ؟ فقالت: "توفِّي ابني".

قال: "يا عَمَّة! من تَوفَّى له وَلَدٌ في الإِسلام فَصَبَرَ بنى الله له بَيْتًا في الجنَّة"،


(١) إسنادُهُ رجالُهُ موَثَّقون، لكنه منقطعٌ.
أخرجه في "الكبير" من طريق زكريا بن يحيى الساجي، عن هُدْبة بن خالد، عن حمَّاد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، أن أمَّ هانئ بنت أبي طالب خرجت ... وذكره.
زكريا بن يحيى الساجي (ثقة، فقيه). "التقريب" (ص ٣٣٩)، وهُدْبة بن خالد (ثقة عابد، تفرَّد النسائي بتليينه). "التقريب" (ص ١٠١٨). وحمَّاد بن سلمة (ثقة عابد، من أثبت الناس في ثابت، وتغيَّر حفظه بأخَرة). "التقريب" (ص ٢٦٨). أما عبد الرحمن بن أبي رافع فإنه لم يدرك أمَّ هانئ، فلا يثبت له منها سماع. إنما يروي عن عبد الله بن جعفر، وعن عمَّه عن أبي رافع. وعن عمَّته سلمى، عن أبي رافع. قال ابن معين فيه: صالح الحديث. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، من الرابعة. انظر: "التهذيب" (٦/ ١٥٥)، و"التقريب" (ص ٥٧٧).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٩/ ٢٥٧): "هو مرسل، ورجاله ثقات".
قلتُ: مرَّت أحاديث في أول الباب برقم (١٢٤ و ١٢٥ و ١٢٧)، وهي وإنْ كانت ضعيفة إلَّا أنه يُقوِّي بعضها بعضًا.
(٢) (٣/ ١١٠، كشف)، رقم (٢٣٦٣).
(٣) هكذا جاء اسمه: (هانئ بن أيوب الحضرمي)، وهو كما سيتبيَّن من خلال التخريج شخص آخر، يُرجَّح أن يكون هو هانئ ابن بنت الحضرمي، والراوي المذكور هنا هو: هانئ بن أيوب الحضرمي الكوفي، يروي عن طاووس، والشعبي، ومحارب بن دثار. وعنه ابنه أيوب، وابن مهدي، وحسين الجعفي. ذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٥٨٢)، وسمَّاه البجلي. وترجمه الذهبي في "الميزان" (٧/ ٧١)، وقال: "صدوق".
وقال ابن سعد: فيه ضعف. ولذا قال الحافظ في "التقريب" (ص ١٠١٧): "مقبول". وانظر: "التهذيب" (١١/ ٢٠).
قلتُ: ورواية هذا عن ابن عباس مرسلة، وسيأتي في التخريج التنبيه على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>