للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَالكُلُّ إنَّما قالوا: "لأَهْلِهِ" (١)؛ قاله أبو خَيْثَمَةَ راويه.


= الاعتكاف مقرونًا بغيره.
وقريش بن أنس، هو الأنصاري، صدوق مشهور، كما قال الذهبي في "الميزان" (٥/ ٤٧١). ولكنه اختلط قبل موته بست سنين. "التقريب" (ص ٨٠١). وقد أطلق يحيى بن معين، وابن المديني توثيقَهُ. قال أبو حاتم. لا بأس به، إلَّا أنه تغير، وكذا قال النسائي. انظر: "نهاية الاغتباط"، (ص ٢٨٧)، و"الكواكب النيرات" (ص ٨٢)، و"كتاب المختلطين" (ص ٩٨)، و"التهذيب" (٨/ ٣٢٤).
أمَّا رواية يحيى بن معين عن قريش بن أنس فإنها قبل اختلاطه، فقد صرَّح الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (٨/ ٣٢٤) أن رواية المتأخرين عنه بعد اختلاطه، مثل ابن أبي العوَّام، والكُدَيْمي؛ فإنه اختلط سنة (٢٠٢ هـ)، ومات سنة (٢٠٨ هـ)، وبالنسبة ليحيى بن معين فالظاهر أنه ممن روى عنه قديمًا، فقد مات سنة (٢٣٤ هـ). ومما يؤكِّد هذا التقرير أن الحافظ أشار في "فتح الباري" (٩/ ٥٩٣) إلى أن رواية علي بن المديني وأقرانه عن قريش بن أنس كانت قبل اختلاطه، ومعلوم لدى الجميع أن ابن معين من أقران ابن المديني، وعليه فسماعه صحيح، والله تعالى أعلم. وقد قرَّره الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (٤/ ٤٦٢)، فراجعه إنْ شئتَ.
قلتُ: قد تُوبع قريش بن أنس على حديثه، تابعه شجاع بن الوليد السكوني، أبو بدر الكوفي، قال فيه الإِمام أحمد: كان أبو بدر شيخًا صالحًا صدوقًا. ووثَّقه ابن معين وغيره، وهو من رجال البخاري ومسلم. "الميزان" (٣/ ٣٦٤)، و"بحر الدم" (ص ١٩٩)؛ أخرج هذا المتابع الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٧/ ١٤) من طريق شجاع بن الوليد، عن محمد بن عمرو به؛ فالحديث حسن.
(١) روى هذا الحديث جمعٌ من الصَّحابة الكرام -رضي الله عنهم- مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بلفظ: "لأهله"، وليس: "لأهلي من بعدي"، منهم: عائشة، وابن عباس، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبو كبشة الأنماري، وغيرهم -رضي الله عنهم-.
١ - أمَّا رواية عائشة -رضي الله عنها-:
فقد أخرجها الترمذي في "سننه" (٥/ ٦٦٧) - رقم (٣٨٩٥) -كتاب المناقب- باب فضل أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وابن حبان كما في "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" (٩/ ٤٨٤) - رقم (٤١٧٧)، والدارمي في "سننه" (٢/ ٢١٢) - رقم (٢٢٦٠)، وابن سعد في "الطبقات" (٧/ ١٣٨)، والبيهقي في "الكبرى" (٧/ ٧٧٠) -رقم (١٥٩٩) -كتاب النفقات- باب فضل النفقة على الأهل، جميعًا من طريق سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث الثوري، وما أقبل ما رواه عن الثوري". اهـ. وهذا إسناد صحيح كما قال الترمذي.
٢ - وأمَّا رواية ابن عبَّاس -رضي الله عنهما-:
فهي عند ابن ماجه في "السُّنن" (١/ ٦٣٦) - رقم (١٩٧٧) -كتاب النكاح- باب معاشرة النساء. =

<<  <  ج: ص:  >  >>