للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للحُمَيْدِيِّ (١)، من طريق أبي عمرو محمد بن أحمد العوَّام (٢)، أنَّ يحيى بنَ معاذٍ (٣) دخل على العَلَويِّ البَلْخيِّ ببَلْخٍ، فقال له العُمَرِيُّ (٤): ما تقولُ فينا أهل البيت؟

قال: وما أقول في غرْسٍ غُرِسَ بماءِ الوَحْي، وطينٍ عُجِن بماءِ الرِّسالةِ، فهل يَفُوحُ منهما إلَّا مِسْكُ الهُدَى، وعَنْبرُ التُّقَى! .

فقال: أحسنتَ، وأمَرَ أن يُحْشَى فمه دُرًّا.

قال: ثم زاره من غده، فلما دخل العُمَرِيُّ على يحيى، قال له يحيى:

إنْ زُرْتَنَا فبفَضْلِكَ، وإنْ زُرْنَاكَ فَلِفَضْلِكَ؛ فَلَكَ الفَضْلُ زائرًا ومَزُورًا (٥).

* * *


(١) هو محمد بن أبي نَصْر فتوح بن عبد الله الأزدي الحُميْديّ الأندلسي، صاحب "الجمع بين الصحيحين". وُلِد قبل سنة (٤٢٠ هـ)، وسمع أبا عمر ابنَ عبد البر، وأبا محمد ابنَ حزم، وكان ميَّالًا له ولأقواله. حدَّث عنه الحافظان أبو عامر العبدري، وأبو القاسم السَّمَرْقندي، وشيخه أبو بكر الخطيب. من مؤلفاته غير ما ذُكِرَ: "جذوة المقتبس في تاريخ الأندلس"، و"الذهب المسبوك في وعظ الملوك". مات ببغداد سنة (٤٨٨ هـ). "بغية الملتمس" (ص ١٠٦)، و"النبلاء" (١٩/ ١٢٠)، و"الأنساب" (٢/ ٢٧٠).
(٢) قال عنه الدارقطني: "صدوق". مات سنة (٢٧٦ هـ)، وهو مترجمٌ في "تاريخ بغداد" (١/ ٣٨٩).
(٣) هو يحيى بن معاذ، أبو زكريا الرازي الواعظ حدَّث عن إسحاق الرازي، وعلي الطنافسي، وعنه الحسن بن علوية، وأحمد بن محمد البذشي. قدم بغداد واجتمع بها إليه مشايخ الصوفية. كان صاحب عبادةٍ واجتهادٍ. مات بنيسابور سنة (٢٥٨). "طبقات الصوفية" لأبي عبد الرحمن السلمي (ص ١٠٧)، و"تاريخ بغداد" (١٤/ ٢١٢).
(٤) العلويّ العُمَريّ من أهل بيت النبوة، يُنسب إلى عمر بن علي بن أبي طالب -رحمه الله تعالى-، وقد ذكر السمعاني في "الأنساب" (٤/ ٢٤١) جماعةً منهم؛ انظره في موضعه.
(٥) الخبر أورده أبو بكر الخطيب شيخ الحميديّ في "تاريخ بغداد" (١٤/ ٢١٤) بإسناده من طريق أبي حازم العبدويّ قال: سمعث منصور بن عبد الوهاب يقول: قال أبو عمرو محمد بن أحمد العوَّام -وتحرَّفت في المطبوع إلى (الصرَّام! ) -: دخل يحيى بن معاذ علي علويٍّ ببلخٍ زائرٍ له مُسَلِّمًا عليه، فقال العلويّ ليحيى: أيَّد الله الأُستاذ، ما تقول فينا أهل البيت؟ ... والباقي سواء؛ ولكنه قال في آخره: فحشى العلويُّ فاه بالدُّرِّ.
- وأورده المؤلف من طريق الخطيب في "القول البديع" (ص ١٢٣ - ١٢٤)، وكذا في "الإسعاف بالجواب عن مسألة الأشراف"، كما في "الأجوبة المرضيَّة" (٢/ ٤٢٢ - ٤٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>