للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأنها أوْثَقُ عملٍ عندي"، وهو ضعيفٌ أيضًا (١).

١٨٣ - وعن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ البَدْريِّ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صلَّى صلاةً لم يصلِّ فيها عليَّ (٢) وعلى أهْلِ بَيْتِي لم تُقْبَلْ منه". أخرجه الدَّارقطنيُّ (٣)، والبيهقيُّ (٤).


(١) إسنادُهُ ضعيفٌ.
أخرجه من طريق الفضل بن دكين، عن عبد السلام بن حرب، عن كلثوم المحاربي، عن أبي عمار، عن واثلة -رضي الله عنه-. ورجاله ثقات، إلَّا أن كلثوم المحاربي لا يُعرف. وأخرج نحوه (٢٢/ ٧)، من طريق عبد الكريم بن أبي عمير، عن الوليد بن مسلم، عن أبي عمرو، عن أبي عمار، عن واثلة بنحو لفظه. وفيه عبد الكريم بن أبي عمير، فيه جهالة. وقد مضى برقم (١٠٨).
(٢) الرواية في (ز) هكذا: "من صلَّى عليَّ صلاةً واحدة لم يُصلِّ ... "، والباقي سواء.
(٣) في "سننه" (١/ ٢٨١)، من طريق عبد المؤمن بن القاسم، عن جابر، عن أبي جعفر، عن أبي مسعود البدري مرفوعًا.
(٤) إسنادُهُ ضعيفٌ.
لم أقف عليه مرفوعًا عند البيهقي فيما بين يدي من المصادر، وعزاه إليه المؤلف في "القول البديع" (ص ٢٥٧).
ومداره على جابر الجُعْفِي، وهو ابن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث، من أكبر علماء الشِّيعة، كان يُؤمن بالرَّجعة، له حديثٌ فردٌ في "سنن أبي داود"، في سجود السَّهو، اختلف فيه أئمة الجرح والتعديل:
قال الإِمام أحمد بن حنبل: تركه يحيى وعبد الرحمن. وقال الحاكم: ذاهب الحديث. وقال أبو داود: ليس عندي بالقوي في حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال زائدة: كان جابرًا كذَّابًا يؤمن الرجعة.
وقال يحيى بن معين: كان جابر الجُعفي كذَّابًا، لا يُكتب حديثه ولا كرامة، ليس بشيء. ونسبه الجوزجاني وأبو حنيفة إلى الكذب أيضًا. انظر: "الميزان" (٢/ ١٠٣ وما بعدها)، و"التهذيب" (٢/ ٤٣ وما بعدها).
قلتُ: روى عن جابر الجُعفي هذا الأئمة الكبار، كسفيان الثوري، وشعبة بن الحجَّاج، ومثلهما لا يروي عن الكذَّابين، بل كان شعبة يرد قول من اتَّهمه بالكذب. قال ابن عُليّة عن شعبة: إنَّ جابرًا لم يكن يكذب، وقال: لا تنظروا إلى هؤلاء المجانين الذين يقعون في جابر! هل جاءكم من أحد لم يَلْقَهُ! قال الشافعي: قال سفيان الثوري لشعبة: لأن تكلَّمت في جابر لأتكلَّمن فيك! !
ولذا تَرْجَمَهُ أبو أحمد ابن عدي في "الكامل" ترجمة مطوَّلة قال في آخرها: "ولجابر حديث صالح، وقد روى عنه الثوري الكثير، وشعبة أقل رواية عنه من الثوري. وحدَّث عنه زهير، وشَريك، وسفيان، =

<<  <  ج: ص:  >  >>