للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغيرهم (١)، من حديث عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر، أنَّه سمع النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول:

"إنَّ أوَّلَ مَنْ أشفعُ له من أُمَّتي أَهْلُ المدينةِ، ثم أَهْلُ مكَّةَ، ثم أَهْلُ الطائفِ" (٢).

* * *


(١) كابن أبي عاصم في "الأوائل" - رقم (١٨١) ووقع في إسناده (القاسم بن حمير! ) وهو تحريف سيأتي التنبيه عليه. والفاكهي في "أخبار مكة" (٣/ ٧٠) - رقم (١٨١٧) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، عن بشر بن السَّرِيّ، عن سعيد بن السائب به.
(٢) إسنادُهُ ضعيفٌ، لجهالة بعض رواته، واضطراب إسناده.
أحمد شيخ الطبراني، لم أجد له ترجمة. والفيْض بن وثيق، قال فيه ابن معين: كذَّاب خبيث! وتعقَّبه الذهبي بقوله: "قلتُ: قد روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وهو مقارب الحال إنْ شاء الله تعالى". زاد ابن حجر: "وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه. وأخرج له الحاكم في "المستدرك" محتجًّا به. وذكره ابن حبان في "الثقات"". انظر: "ميزان الاعتدال" (٥/ ٤٤٤)، و"لسان الميزان" (٤/ ٥٤٢). وسعيد بن السائب، هو ابن يسار الثقفي الطائفي (ثقة عابد). "التقريب" (ص ٣٧٩). وحمزة بن عبد الله بن سبرة، لم أجد له ترجمة بهذا الاسم، وقد وقع اختلاف كثير في اسمه سأذكره قريبًا عند ذكر بقية طرق الحديث. والقاسم بن حبيب، هو ابن جُبير المكِّي كما نسبه الحافظ في "الإصابة" (٤/ ٣١٨)؛ ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (٧/ ١٦٩) ونسبه إلى جدِّه، وأنه سمع عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر؛ ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأورده ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٣٣٦) منسوبًا إلى جدِّه أيضًا، وقال: "يروي عن عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر المراسيل". والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنه يُنسب إلى أبيه تارة كما في رواية الطبراني، وينسب إلى جدِّه تارة أُخرى كما هو في رواية البزار؛ وقد لفت إليه النَّظرَ الشَّيخُ المعلِّميُّ -رحمه الله تعالى- في تعليقه على "تاريخ البخاري الكبير" (٥/ ٤٠٤). ومما يُنبَّه عليه أنه وقع في "كشف الأستار" المطبوع: (القاسم بن جُبيرة) وهو تحريف.
وأمَّا عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر، فقد اختُلف في صحبته وبالتالي سماعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقد جزم بها -أعني صحبته- البخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ٤٠٤) بقوله في ترجمته: "عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر رضي الله عنه، له صحبة، سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال بعضهم: لم يسمع". ونفاها عنه أبو حاتم الرازي، قال ابن أبي حاتم: "سمعتُ أبي يقول: عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر؛ لا أعلم له صحبة، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال بعضهم. لم يسمع". انظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص ١١٣)، و"جامع التحصيل" للعلائي (ص ٢٧٩). وكذلك ابن حبان، فقد أورده في ثقات التابعين من كتابه "الثقات" (٥/ ١١٦) وأنه يروى المراسيل، وقال: "وقد وهم من زعم أن له صحبةً". وتعقَّبه الحافظ في "الإِصابة" (٤/ ٣١٩) بقوله: "قلتُ: فماذا يصنع في قوله: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لكن إذا كان هو أخا محمد بن عبَّاد حكمْنا على أن قوله: (سمع) وهمٌ من بعض رواته؛ لأنَّ والدهما عبَّادًا لا صحبة له". =

<<  <  ج: ص:  >  >>