أخرجه في "مسنده" (٣/ ٢٢٢ - كشف)، رقم (٢٦١٤)، من طريق مسلم بن إبراهيم، عن الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه مرفوعًا. قال البزار: "لا نعلم صحابيًّا رواه إلَّا أبا ذرٍّ، ولا له غير هذا الإِسناد، تفرَّد به ابن أبي جعفر". والقضاعي في "الشهاب" (٢/ ٢٧٣، ٢٧٤)، رقم (١٣٤٤ , ١٣٤٥)، بمثل إسناد البزار. وأورده ابن حجر في "مختصر الزوائد" (٢/ ٣٣٤)، رقم (١٩٦٦)، وساق كلام البزار السابق، وعقَّب بعد قوله "تفرَّد به ابن جعفر" قائلًا: "وهو متروك، وقد رواه الطبراني من حديث عبد الله بن داهر أيضًا، وهو متروك أيضًا". قال الهيثمي في "المجمع" (٩/ ١٦٨): "وفي إسناد البزار الحسن بن أبي جعفر الجُفري". قلتُ: هو الحسن بن أبي جعفر الجُفري البصري، واسمه عَجْان، أكثر النُّقاد على تضعيفه: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن المديني: ضعيف ضعيف، تركتُ حديثه، لأنه شجَّ أمَّه. وقال البخاري: منكر الحديث، ضعَّفه أحمد. وقال النسائي: ضعيف، وقال في موضع: متروك الحديث. وقال الترمذي: ضعَّفه يحيى بن سعيد وغيره. وقال الفلَّاس: صدوق منكر الحديث. أمَّا مسلم بن إبراهيم فقد أثنى عليه بقوله: حدثنا الحسن بن أبي جعفر وكان من خيار الناس! . وقال ابن عدي: للحسن بن أبي جعفر أحاديث صالحة، وهو يروي الغرائب وخاصة عن محمد بن جُحادة ... إلى أنْ قال: وهو عندي ممن لا يتعمَّد الكذب، وهو صدوق كما قال الفلَّاس، ولعلَّ الأحاديث التي أُنكرت عليه توهَّمها توهّمًا, أو شُبِّه عليه فغلط. وقال الحافظ في "التقريب" (ص ٢٣٥): "ضعيف الحديث مع عبادته وفضله". وانظر: "الميزان" (٢/ ٢٨٨)، و"مختصر الكامل" (ص ٢٦٥). وفيه أيضًا علي بن زيد بن جُدعان. ضعَّفه أحمد، وابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، وابن خزيمة، والحاكم، وابن حبان، وابن حجر، فهو ضعيف. "التهذيب" (٧/ ٢٧٤)، و"التقريب" (ص ٦٩٦)، ولكن الحديث يتقوَّى بما سبق، وبما سيأتي من حديث ابن عبَّاس، وابن الزبير، وأبي سعيد. وأخرجه ابن الأبار في "معجمه" (ص ٨٩)، من طريق الحسين بن الخِبريّ، عن الحسن بن الحسين العُرَبسي، عن علي بن الحسين العبدري، عن محمد بن رستم أبي الصَّامت الضَّبِّي، عن زاذان أبي عمر، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه مرفوعًا. ولم أجد تراجم رجال هذا الإِسناد، سوى زاذان فهو موثَّق، تقدَّم برقم (٨٧).