قال عنه الذهبي في "الميزان" (١/ ١٦٦): "تابعي مُقلّ، ما علمته واهيًا، أرسل حديث: "يحمل هذا العلم من كلِّ خَلَفٍ عدوله"، رواه غير واحد عن مُعان بن رفاعة عنه, ومُعان ليس بعُمْدة، ولا سيما أتى بواحد لا يُدرى من هو؟ ". اهـ. وذكره ابن حبان في "ثقاته" (٤/ ١٠)، وأفاد أنه يروي المراسيل. بينما يقول ابن القطان في "بيان الوهم والإِيهام" (٣/ ٤٠)، عنه: "لا نعرفه البتَّة في شيء من العلم غير هذا، ولا أعلم أحدًا ممن صنَّف الرِّجال ذكره، مع أن كثيرًا منهم ذكر مُرْسَلَه هذا في مقدِّمة كتابه، كابن أبي حاتم، وأبي أحمد، والعقيلي، فإنهم ذكروه ثم لم يذكروا إبراهيم بن عبد الرحمن في باب من اسمه (إبراهيم)، فهو عندهم غاية المجهول". اهـ. قلتُ: وخلاصة الكلام في الحديث أنه يمكن أن يتقوَّى ببعض الطرق التي ذكرتُها فيكون حسنًا لغيره، وهو ما رجَّحه المصنِّف رحمه الله تعالى. فقد قال في كتابه "الغاية شرح الهداية في علم الرواية"، لابن الجَزَري- مخطوط بمكتبة الحرم المكِّي الشريف برقم (١١٩٧)، ومنه نسخة توجد بالجامعة الإِسلامية في مجموع برقم (٢٧٢١) قال ما نصُّه (ق ٢٣ - ٢٤): "وهو من جميع طرقه ضعيف، كما صرَّح به الدَّارقطنيُّ وأبو نعيم، وابن عبد البر، لكن يمكن أن يتقوَّى بتعدُّدها بطرقها ويكون حسنًا، كما جزم به العلائيُّ، لا سيّما يشهد له كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعري: (المسلمون عدولٌ بعضها على بعضٍ, إلَّا مجْلُودًا في حدٍّ، أم مُجرَّبًا عليه شهادة زورٍ، وظنينًا في ولاء أو نسب) ". اهـ كلامه. (١) مذهب أبي عمر ابن عبد البر صرَّح به في "التمهيد" (١/ ٢٨) بقوله: "كلُّ حامل علم معروف العناية به فهو عدل محمول في أمره أبدًا على العدالة حتى يتبيَّن جرحه في حاله، أو كثرة غلطه، لقوله -صلى الله عليه وسلم- ... وذكره" إلخ كلامه. وتعقَّبه النووي في "التقريب والتيسير" بقوله: "وقوله هذا غير مرضيّ". وقال ابن الصلاح: "وفيما قاله اتِّساع غير مرضيّ". انظر: "تدريب الراوي" (١/ ٢٧٠)، و"التقيّيد والإِيضاح" (ص ١٣٤). وتعقَّبه النووي في "التقريب والتيسير" بقوله: "وقوله هذا غير مرضيّ". وقال ابن الصلاح: "وفيما قاله اتِّساع غير مرضيّ". انظر: "تدريب الراوي" (١/ ٢٧٠)، و"التقيّيد والإِيضاح" (ص ١٣٤). ووافق ابنَ عبد البر في هذا المذهب أبو عبد الله بن المواق من المتأخرين فقال في كتابه "بغية النُّقّاد": "أهل العلم محمولون على العدالة حتى يظهرَ منهم خلاف ذلك"، نقله العراقي في "التقييد والإِيضاح" (ص ١٣٥)، و"التبصرة والتذكرة" (١/ ٢٩٩). وقال ابن الجَزَريّ: "إنَّ ما ذهب إليه ابن عبد البر هو الصواب، وإنْ ردَّه بعضهم". وسبقه المِزِّيُّ فقال: "هو في زماننا مرضيّ، بل ربما يتعيَّن". ونحوه قول ابن سيِّد الناس: "لست أراه إلَّا مرضيًّا". وكذا قال الذَّهبيّ: "إنه حقٌّ"، أفاده الحافظُ =