(٢) إسنادُهُ. منكرٌ، والحديثُ موضوعٌ كما سبق برقم (١٩٨). أخرجه في كتاب الفتن، باب خروج المهدي (٢/ ١٣٦٨)، برقم (٤٠٨٧)، من طريق علي بن زياد اليمامي [صوابه: عبد الله بن زياد كما سيأتي]، عن عكرمة بن عمَّار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٣/ ٢٦٤): "هذا إسناد فيه مقال، علي بن زياد لم أرَ من جرحه ولا أعلم من وثَّقه، وباقي الرجال ثقات". اهـ. ونَقَلَ البوصيري في الموضع نفسه عن الحافظ المِزِّيّ أن الصواب في إسناده: (عبد الله بن زياد)، وليس: علي بن زياد. وسبقه الحُسيني إلى ذلك في كتابه "التذكرة" (٢/ ١١٩٦)، فنقله عن شيخه المَزِّي مباشرة، فقال: "قال شيخنا: والصواب عبد الله بن زياد". والله تعالى أعلم. قلتُ: هو في "تهذيب الكمال" (١٠/ ٢٨٥)، في ترجمة سعد بن عبد الحميد، وأعاده في ترجمة علي بن زياد (٢٠/ ٤٣٣). وهو كما قال الحافظ المِزِّي، فإن جميع من تكلَّم في الرجال سمَّاه (عبد الله بن زياد): البخاري، وأبو حاتم، وابن عدي، والعُقيلي، والذهبي في "المغني"، وأورده في "الميزان" فيمن اسمه (علي)، والحُسيني في "التذكرة" (٢/ ٨٥٦)، وأورده في (٢/ ١١٩٦)، فيمن اسمه عليّ على الشك، وتبعه ابن حجر في "التهذيب" (٥/ ١٩٨)، وأورده في (٧/ ٢٧٣)، فيمن اسمه (علي). أمَّا قول البوصيري في عبد الله بن زياد: "لم أرَ من جرحه ولا أعلم من وثَّقه"! فهو غريب منه رحمه الله! كيف وقد تكلَّم فيه البخاري، وابن عدي، والعُقيلي، والذهبي، والحُسيْني, وكلُّهم ممن سبقه، والحافظ ابن حجر وهو عصرِيُّه. أمَّا بالنسبة لتوثيقه، فلقد وثَّقه ابن حبَّان (٨/ ٣٤١)! قلتُ: وهو علة الحديث، كنيته أبو العلاء اليماميّ، وقيل: السُّحيميّ، وقيل: البحرانيّ. قال فيه البخاري: "منكر الحديث". "التاريخ الكبير" (٥/ ٩٥)، وأورده ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٥٥٧)، وكذا العُقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٢٥)، ونقلا كلام البخاري السابق. وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٥/ ٦٢)، ولم يذكر في شيئًا. وقال الذهبي: "لا يُدرى من هو! ". "الميزان" (٥/ ١٥٥). وقال في "المغني في الضعفاء" (١/ ٥٣٨): "منكر الحديث". وقال الحُسيْني: "مجهول". "التذكرة" (٢/ ٨٥٦)، وانظر: (٢/ ١١٩٦). وقال ابن حجر: "ضعيف". "التقريب" (ص ٦٩٦). وأمَّا سعد بن عبد الحميد، فهو أبو معاذ الأنصاري، أخرج له الترمذي والنسائي وابن ماجه. قال ابن حبَّان في "المجروحين" (١/ ٣٥٧): "كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، وممن فحُشَ وهمْه حتى حَسْنَ التَّنَكُّب عن الاحتجاج به". وقال الحافظ في "التقريب" =