للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، فأعطاه وكَتَبَ الثَّمنَ كما قال. فتسامع العلويون من الحَسَنِيِّين والحُسَينِيِّن، فكانوا يجيئونه للشِّراء أيضًا، فيُعطيهم كذلك، بحيثُ نَفَدَ ما عنده من دقيق ومال! واشتدَّ عليه الأمرُ، ودام في فَاقة أيامًا! فدخل على كبيرٍ منهم، وعَرَضَ عليه خُطُوطَهم، وشكى إليه حَالَهُ، فسكت! فلما كان تلك الليلة رأي النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في النوم ومعه عليُّ بنُ أبي طالب، فقال له النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا الحسن أَتَعْرِفُنِي"؟ .

قال: "نعم، أنتَ رسولُ اللهِ". قال: "فَلِمَ شَكَوْتَني وأَنتَ مُعَامِلي؟ ".

فقلتُ: "يا رسولَ اللهِ! افتقرتُ". فقال له (١) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنْ كنتَ عَامَلْتَني في الدُّنيا وفَّيتُك، وإِنْ كنتَ عَامَلْتَني في الآخرة فاصْبِر؛ فإنِّي نِعْمَ الغَريم".

فَجَزعَ الرَّجلُ شديدًا، وانْتبَه (٢) وهو يبكي! فخرج سائحًا في البراري، والجبال، ولم (٣) يلبثْ أنْ وجِدَ ميِّتًا في كَهْفِ جبلٍ! فحملوه ودفنوه! ففي تلك الليلة رآه سبعة نفير من صالحي أهل الكوفة في المنام وعليه حُلَلٌ من الإستبرق، وهو يمشي في رياض الجنَّة، فقالوا له: "أنتَ أبو الحسن؟ ".

قال: "نعم". قالوا: "كيف وصلتَ إلى هذه النِّعمة؟ ".

قال: "مَنْ عامل محمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- وصل إلى ما وصلْت إليه، ألا وإنِّي رفيقٌ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رُزقْتُ ذلك بصبري؛ والحمد لله (٤) " (٥).

* * *


(١) (له) ساقطة من (م).
(٢) تحرَّفت الكلمة في (م) إلى: وابنته تبكي! !
(٣) في (م): فلم.
(٤) (والحمد لله) سقطت من (م).
(٥) ذكر السَّمْهوديُّ هذا الخبر في "جواهر العقدين في فضل الشَّرفين" (ص ٣٧٣)، وكذا في "الجوهر الشَّفَّاف في فضائل الأشراف" (ق ١١٧/ أ) ونقله في الموضعين من كتاب "توثيق عرى الإيمان" للبارزي، وفيهما تسمية كبير العلويِّين بـ (السَّيِّد عمر بن يحيى العلوي).

<<  <  ج: ص:  >  >>