(٢) بل ضعيفٌ جدًّا. أخرجه "الأوسط" من طريق عبد الله بن عمرو الواقفي، حدثنا شريك، عن محمد بن زيد، معاوية بن حُدَيْج، عن الحسن به. قال الطبراني: "لم يرو هدا الحديث عن شريك إلَّا عبد الله". وهو عنده في "المعجم الكبير" (٣/ ٨١) - رقم (٢٧٢٦) بمثل إسناده عن معاوية بن حُدَيج عن الحسن، وفيه قصة: قال معاوية بن حُدَيج: أرسلني معاوية بن أبي سفيان رحمه الله إلى الحسن بن علي رضي الله عنهم أخطب على يزيد بنتًا له أو أُختًا له، فأتيتُه فذكرتُ له يزيد، فقال: إنَّا قوم لا تَزَوَّجُ نساؤنا حتى نستأمرهنَّ؛ فائتِها، فأتيتُها فذكرت لها يزيد، فقالت: والله لا يكون ذلك حتى يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني إسرائيل، يُذبِّح أبناءهم ويستحيي نساءهم! فرجحت إلى الحسن، فقلت: أرْسلْتي إلى فلقة من الفلق تُسمِّي أسير المؤمنين فرعون! فقال: "يا معاوية! إياك وبُغْضَنَا ... "، فذكره. قلتُ: آفته عبد الله بن عمرو الواقِفِيّ، كما وقع في الطبراني- بفتح الواو وكسر القاف والفاء، نسبةً الى بطن في الأوس من الأنصار، كما في "الأنساب" (٥/ ٥٦٧) - وقيل: الواقِعِيّ- بعد القاف عن مهملة, كما في "تكملة الإكمال" (٧/ ٣٠٦) - وهو الذي رجَّحه ابن نقطة، وهو بهذه النِّسبة في سائر كتب الرجال التي اطَّلعت عليها. انظر: "الجرح والتعديل" (٥/ ١١٩)، و "الضعفاء الكبير" (٢/ ٢٨٤)، و "الكامل" (٤/ ١٥٦٩)، و "ضعفاء الدارقطني" (ص ٢٦٤)، و "ضعفاء ابن الجوزي" (٢/ ١٣٤)، و "الكشف الحثيث" (ص ١٥٥)، و "الميزان" (٤/ ١٥٥)، و "اللسان" (٣/ ٣٧٤). وهو متَّهم بالكذب، وقد انفرد به. قال علي بن المدينيّ: "كان يضع الحديث". وقال الدَّارقطنيُّ: "بصريّ يكذب". وقال أبو حاتم: "ليس حديثه بشيء، ضعيف الحديث، كان لا يصدق"، قال ابن عدي: "أحاديثه كلُّها مقلوبة، وهو إلى الضَّعف أقرب منه إلى الصِّدق". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٩/ ١٧٢): "رواه الطبراني في "الأوسط" [٣/ ٩٩]، وفيه عبد الله بن عمرر الواقفي، وهو كذَّاب". وأورده (٤/ ٢٧٨) من طريق الطبراني في "الكبير" وقال الكلام نَفْسَهُ، ولكن وقع في: (عبد الله بن عمر الواقفي) بدل (عمرو)، وهو خطأ مطبعيّ. (٣) "الفردوس بمأثور الخطاب" (١/ ٤٩٢) - رقم (٢٠٠٧)، ولم أقف على إسناده لأحكمَ عليه، والظاهر أنه لا يثبت كما سيشير المصنِّف.