للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حُرَيْزٍ (١)، بعد أنْ قال له: "أنا شريفٌ وجَدِّي الحُسَيْنُ ابنُ فاطمةَ ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، واتَّصل ذلك بقاضي الإِسْكَنْدَرِيَّة (٢) فَأُعْذِرَ، ثُمَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ (٣)؛ نسألُ اللَّهَ التَّوفيق (٤).

* * *


= طوالًا جميلًا مليح الشكل، يعلوه اصفرار، مع شجاعةٍ وقوةٍ ومشاركةٍ في الجملة، ومعرفةٍ بأنواع الملاعب والملاهي والفروسية. ومع ذلك كان جبَّارًا ظالمًا شرِّيرًا، ولم يكن محمود السيرة، إذ فعل أشياء حَقَدَها الظاهر جقمق، فلما استفحل أمره قُبضَ عليه وأرسل إلى الإِسكندرية مقيَّدًا، ولم يبث أنْ أثبت كفره وهو في السجن، فحُكِمَ بضرب عُنقه! ثم ادُّعيَ عليه بأنه سبَّ شريفًا من أهل منفلوط (وهو القاضي حسام الدِّين) فضربَ بعد أن أعذره قاضي الشافعية، إلى أنْ حَكَمَ بقتله قاضي المالكية في يوم الجمعة ثامن ذي الحجَّة سنة (٨٤٢ هـ). "الضوء اللامع" (١٠/ ٢٦٨ - ٢٦٩)، و "النجوم الزاهرة" (١٥/ ٨٩).
(١) هو الشَّريف أبو بكر، محمد بن أبي بكر بن محمد بن حُرَيز -بالضم مصغَّرًا-، القاضي حسام الدِّين الحُسينيّ المغربي الأصل، الطهطاويّ المنفلوطيّ المصريّ المالكيّ، معروف بـ (ابن حُرَيْز). وُلِدَ بمنفلوط سنة (٨٠٤ هـ)، وانتقل مع أبيه إلى القاهرة، وتفقَّه بالزين عبادة، والعماد المقرئ، درَّس بعدة مدارس بالقاهرة، وتولَّى قضاء المالكية بها. مات سنة (٨٧٣ هـ). "الذيل على رفع الإِصر" (ص ٢٥٨ - ٢٦٣)، و "نظم العقيان" (ص ١٤٢)، و "شجرة النور الزكية" (ص ٢٥٧).
(٢) الإسْكَندريَّة: مدينة عظيمة بمصر، اختُلف فيمن بناها اختلافا كبيرًا، وهي بلاد طيبة كثيرة الخيرات، فتحها الصحابي الجيل عمرو بن العاص في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. "معجم البلدان" (١/ ١٨٢ - ١٨٨). وانظر: "الخطط المقريزية" (١/ ١٤٤ - ١٧٤).
(٣) فائدة: جَعَلَ الحافظ ابن حجر ضَرْب عُنُق يخشباي في شهر جمادى الآخر كما في "الإِنباء"، بينما جميع مَنْ تَرَجَمَ ليخشباي ذَكَرَ أنه قُتل في يوم الجمعة الثامن من ذي الحجة. انظر: "الضوء" (١٠/ ٢٦٩)، و "النجوم" (١٥/ ٨٩)، و "السلوك" (٧/ ٤٢٦)، و "الدليل الثاني" (٢/ ٧٨٣).
(٤) فائدة أُخرى: ذكر النَّجم الغزِّي في كتابه "الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة" (٣/ ١٩٦) حادثة وقعت سنة (٩٨٧ هـ) تُشبه هذه الواقعة؛ فلقد قُطعتْ رأس رجل يُدعى (يحيى السايس)؛ لكونه سبَّ شريفًا، وسبَّ جدَّه! وأثبت ذلك عليه بالتعصُّب، فضربه الجلَّاد بالسيف مرتين أو ثلاثًا فلم يقطع عنقه فذبحه ذبحًا!

<<  <  ج: ص:  >  >>