. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
____
= ٤ - أضفْ إلى ذلك أني لم أجد أبا بكر بن عبد الرحمن من الرواة عن أبي ذرٍّ. كذلك لم أجد أبا ذرٍّ فيمن روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن، وذلك في ترجمتيهما؛ والله تعالى أعلم.
• ويشهد له ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٧/ ٢٦٣) - رقم (٧٣١٦) قال:
حدثنا محمد بن العبَّاس، ثنا جعفر بن محمد بن فُضيْل الجَزَريّ، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أصبغ بن محمد الرَّقي، عن جعفر بن برقان، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيِّب، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"من أشراط الساعة أن يغلب على الدُّنيا لكع ابن لكع؛ فخير النَّاس يومئذٍ مؤمن بين كريمين".
قال الطبراني بعده: "لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلَّا جعفر بن برقان، ولا عن جعفر إلَّا أصبغ ابن محمد؛ تفرَّد به عمرو بن عثمان".
محمد بن العبَّاس شيخ الطبراني، هو ابن أيوب الأصبهاني الحافظ.
قال أبو نُعيم في "أخبار أصبهان" (٢/ ٢٢٤): "كان من الحفَّاظ مقدَّمًا فيهم، شديدًا على أهل الزيغ والبدعة, كان ممن يتفقَّه في الحديث ويُفتي به المُفْتين".
وجعفر بن محمد بن فُضيل (صدوق حافظ) كما في "التقريب" (ص ٢٠٠)، أخرج له الترمذي.
وأصبغ بن محمد، هو ابن عمرو الأسدي الرَّقّيّ. قال أبو حاتم: "ليس به بأس". "الجرح والتعديل" (٢/ ٣٢١). وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ٣٦) ولم يذكر فيه شيئًا.
أمَّا عمرو بن عثمان، فهو ابن سيَّار الكِلابيّ مولاهم. قال الحافظ: "ضعيف، وكان قد عمي". انفرد الترمذي بإخراج حديثه.
وجعفر بن بُرْقان، ثقة كما مضى، إلَّا أنه مضطرب في حديث الزهريّ، فأحاديثه عنه ضعيفة كما سبق.
وبقية رجاله ثقات، مع التنبيه إلى أن رواية ابن المسيِّب عن عمر رضي الله عنه مرسلة. انظر: "جامع التحصيل" (ص ٢٢٣ - ٢٢٤).
قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٣٢٥): "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادين، رجال أحدهما ثقات".
• ورواه أبو بكر بن عبد الرحمن موقوفًا على بعض أصحاب النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-:
أخرجه أحمد في "المسند" (٥/ ٤٣٠) من طريق أبي كامل، ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا ابن شهاب، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن بعض أصحاب النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ولم يسمِّ أبا ذرًّ أو غيره- فال: "يوشك أن يغلب على الدُّنيا لكع ابن لكع، وأفضل النَّاس مؤمن بين كريمين"؛ لم يرفعه.
وإسناده صحيح، رجاله كلُّهم ثقات. =