قلتُ: تكلَّم في فِطرٍ الدَّارقطنيُّ وغيره، والأكثر على توثيقه، تقدَّم برقم (٧٣). وفات الهيثمي الكلام على ثابت بن محمد، وهو الشَّيبانيّ. قال فيه الدَّارقطنيُّ: "ليس بالقوي، لا يضبط، وهو يُخطئ في أحاديث كثيرة". قال الحاكم" "ليس بضابط". ووثَّقه مُطيَّن، وابن حبَّان. وقال أبو حاتم: صدوق. انظر: "تهذيب التهذيب" (٢/ ١٣ - ١٤). ولذا قال ابن حجر في "التقريب" (ص ١٨٧): "صدوق زاهد، يُخطئ في أحاديث". وعلى كل فهو من شيوخ البخاري في "الصحيح"، وروى عنه الترمذي بالواسطة. الطربق الثالث: عن حمَّاد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عنه رضي الله عنه موقوفًا عليه من قوله. أشار إليه الدَّارقطنيُّ في "العلل" (١٠/ ١١٥)، وابن الجوزي في "علله" أيضًا (٢/ ٦٧٢) ورجَّحها على الرواية المرفوعة. • وأما حديث جابر رضي الله عنه فله طريقان: الأول: عن يعقوب بن حُميد بن كاسب، وسحنون بن عيسى التَّنوخي، كلاهما عن سعيد بن محمد بن أبي موسى، عن أبي المنكدر، عنه مرفوعًا. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ٥١٥) عن ابن كاسب به. وابن حبَّان في "المجروحين" (٢/ ٣٢٦) عن سحنون - في ترجمة سعيد بن محمد به. وفيه سعيد بن محمد بن أبي موسى، أبو عثمان المدني، وفي بعض المصادر: المديني. قال ابن أبي حاتم: "الجرح والتعديل" (٤/ ٥٨): "سألت أبي عنه فقال: حديثه ليس بشيء". وقال ابن حبَّان: "يقلب الأخبار، روى عن ابن المنكدر بنسخة، منها أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات، وأشياء مقلوبة لا تشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد ... "، ثم روى الحديث بالإسناد المتقدِّم وقال: " ... والبلبة في تلك الأحاديث من سعيد بن محمد بن أبي موسى". انظر: "المجروحين" (١/ ٣٢٦). الثاني: عن إسحاق بن زريق، عن عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّيِّ، عن سعيد بن خالد الخُزاعيّ، عن محمد بن المنكدر، عنه مرفوعًا. أخرجه الدَّارقطنيُّ في "الغرائب والأفراد" كما في "أطرافه" (٢/ ٣٨٢) - رقم (١٦٨٣)، ومن طريقه ابنُ الجوزيِّ في "العلل المتناهية" (٢/ ٦٧٣) - رقم (١١٢٠). قال الدَّارقطنيُّ: "تفرَّد به سعيد بن خالد عن ابن المنكدر". =