قلتُ: وهو كما قال ابن الجوزي، فستأتي عقب هذا الطريق رواية العوَّام، عن سعيد بن جُبير، فتفرُّدُ حكيمٍ عن سعيدٍ لا يصحُّ. أمَّا حَكيم بن جُبير فهو ضعيف شيعي، كما تقدَّم برقم (٦٩). وأمَّا المعلَّى بن هلال؛ فهو كذَّاب! قال ابن حجر: "اتَّفق النُّقَّاد على تكذيبه". "التقريب" (ص ٩٦١). قال ابن أبي حاتم في "العلل" (٢/ ٢٦): "قال أبي: حديث حكيم عندي أصحُّ. قلت لأبي: فحَكيم بن جُبير أحبُّ إليك أو ثُويْر؟ فقال: ما فيهما إلَّا ضعيفٌ غالٍ في التَّشيُّع. قلتُ: فأيُّهما أحبُّ إليك؟ قال: هما متقاربان". * * * الرَّابع: عن عبد الله بن خِراش بن حوشب، عن العوَّام بن حوشب، عن سعيد بن جُبير، عنه رضي الله عنه مرفوعًا، بلفظ: "من لقي الله مدمنَ خمرٍ لقيه كعابدٍ وثن". أخرجه ابن حبَّان كما في "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" (١٢/ ١٦٧) - رقم (٥٣٤٧) ومن طريقه الضياء في "المختارة" (١٠/ ٣٣٠) - رقم (٣٥٦). وابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٥٢٥) في ترجمة عبد الله بن خِراش، ومن طريقه ابنُ الجوزيِّ في "العلل المتناهية" (٢/ ٦٧٢) - رقم (١١١٨) من طرقٍ عن عبد الله بن خِراش بهذا الإسناد. وفي عبد الله بن خِراش بن حوشب، اتَّهمه السَّاجيّ وابن عمَّار بالكذب! تقدَّم الكلام عليه ضمن تخريج حديث رقم (٢٢٥). قال ابن الجوزي: "وهذا لا يصحُّ". * * * • وأمَّا حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فله ثلاثة طرق: الأول: عن الخليل بن زكريا، عن عوف بن أبي جميلة، عن الحسن بن أبي الحسن، عنه رضي الله عنه مرفوعًا، بلفظ: "شارب الخمر كعابد وثن، وشارب الخمر كعابد اللات والعُزى"؛ أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده - بغية الباحث" (ص ١٦٧) - رقم (٥٢٤). وفي الخليل بن زكريا الشَّيباني البصري، أخرج له ابن ماجه حديثًا واحدًا. قال قاسم المطرَّز: كذَّاب. وقال العُقيلي: يُحدِّث بالبواطيل. وقال الذهبي: متَّهم. وقال الأزدي وابن حجر: متروك. ووثقه جعفر بن محمد بن شاكر فشذَّ! انظر: "الكشف الحثيث" (ص ١١٠)، و "الكاشف" (١/ ٣٧٥)، و "التقريب" (ص ٣٠٢). الثاني: عن ثابت بن محمد، عن فِطْر بن خليفة، عن مجاهد، عنه رضي الله عنه. مقتصرًا على قوله: "شارب الخمر كعابد وثن". أخرجه البزار في "البحر الزخار" (٦/ ٣٦٧) - رقم (٢٣٨٢)، وقال عقبه: "لم يُدْخِل ثابتُ بنُ محمدٍ بين فِطرٍ ومجاهدٍ أحدًا". اهـ، وذلك لأن البزار أخرج قبله حديثًا من طريق محمد بن الحسن الأسدى، عن =