• وقد جعلت هذه النُّسخة أصلًا اعتمدته، وذلك لعدة اعتبارات:
أولًا: أنَّ النُّسخة أقدم النُّسخ الست التي وقفت عليها، فهي قريبة العهد من المؤلف، ولعلَّ ناسخها أحد تلاميذه. فإن النُّسخة، مليئة بإلحاقات وزيادات بخطّ المؤلف نفسه، مقارنة بخطّه في بعض الكتب الأخرى التي وصلت إلينا بخطّه، مما يدلُّ على ما ذكرتُ.
ثانيًا: تبيَّن لي أنَّ النُّسخة قرأها المؤلف، أو أنها قُرئت عليه، فإنَّ فيها -كما سبق- إلحاقات كثيرة بخطِّ الحافظ السَّخَاوي نفسه، وقد ذيَّلها بكتابة (صحّ)، مما يدلُّ على أن هذه الزيادات من أصل الكتاب، ولذا جعلتها في أصل الكتاب، كما هو حاصل في بعض النُّسخ.
ثالثًا: أنها تامَّة، وهي أقل النُّسخ أغلاطًا وسقطًا، فإنها تكاد تخلو من ذلك، ويظهر بها عناية الناسخ بالكتاب ودقَّته في النَّسخ، ومن ذلك أنَّ عناوين الأبواب مكتوبة بالحُمرة. وكذلك بعض الفقرات المهمة، ويبدو ذلك من خلال تباين الخطِّ بين هذه العناوين وسائر الكتاب.
٢ - نسخة دار الكتب المصرية، ورمزت لها بـ (م):
وهي مصوَّرة عن أصل محفوظ في ملك أحد علماء المغرب، ورقمها (٨٠٤٩ ح).
• وهي مكتوبة بقلم نسخ معتاد.
• ناسخها: أحمد بن عبد الحفيظ، المبلِّغ خَلف الشَّافعي في الرَّوضة الشَّريفة.
• تاريخ نسخها: في يوم الاثنين الخامس من شهر ذي القعدة سنة (٩٤٨ هـ)، أي بعد وفاة المؤلف بستّ وأربعين سنة.
• وعدد أوراقها (٤٥ ورقة) وليس (٤٧ ورقة) كما هو مثبت في البطاقة التعريفية بالمخطوط، وكذلك في "فهرس مخطوطات دار الكتب المصرية"، فهناك ورقتان مكررة في التصوير.
• يوجد في كل ورقة (٢٣ سطرًا).
• وهي واضحة، خالية من الطَّمس إلَّا بعض الكلمات في بعض الصفحات.