وكان لنا قيدان قد أمليا لنا ... وفي الدهر والأيام للمرء زاجر
[طي الكتاب ودرجه]
يقال طوى الكتاب يطويه طياً وطية واحدة وطواه طية فقال ذو الرمة:
من دمنة نسفت الصبا كدرا ... كما تنشر بعد الطية الكتب
ومضى لطيته إذا سافر. وقالوا: الطية البعد، وهو عند بعضهم من طي المنازل.
وقد قيل: إن طيئاً سمي بطيه للمنازل، وهذا خطأ عند أكثرهم، يقولون: فمن أين جاءت هذه الهمزة؟ وأصله من الطي. والمحققون في اللغة يقولون: كان كثير القرى وطي المنزل فسمي بهذا.
فعلى هذا طي الكتاب سرعة إدراجه. وكذلك أدرج الكتاب معناه أسرع طيه فدرجه إدراجاً. وقال أبو عبيدة: مدرجة الطريق التي يسرع الناس فيها. وناقة دروج سريعة. ورجع فلان على أدراجه إذا رجع في الطريق الذي جاء فيه. وسالت أبا تذكوان عن هذه اللفظة فقال: حقيقتها أن الكتاب إذا أدرج فهو على مطاو، فإذا نشر رجعت تلك المطاوي إلى ما كانت عليه. وقال ابن حذاق في أدرج:
وغسلوني وما غسلت من تفل ... وأدرجوني كأني طي مخراق