لئلا يشبه مية. وهذا قول مرذول لأن مية متى تذكر وتقع في كتاب. والناس من أهل البصرة والكوفة على ما قاله الأخفش.
[الهمز]
الهمزة إذا كانت لام الفعل - ومعنى الفعل أن تكون آخر الحرف مثل قرأ ونبأ واستهزأ - فإنها تثبت في الحرف ولا تسقط كما تسقط الياء وتكتب على ما قبلها فإن كان الذي قبلها مفتوحاً، كتبت بالألف وإن كان مكسوراً بالياء، وإن كان مضموماً، كتبت بالواو؛ ومن ذلك أن تكتب، إذا أمرت من قرأت: إقرأ بالألف، ومن نبأت نبيء بالياء، ومن سؤت سؤ بالواو. فإن لم تكن في موضع جزم، وانضم ما قبلها، كتبت بالواو، كقولك: وهو يسوء زيداً فإذا انكسر ما قبلها، كتبت بالياء مثل يستهزئ.
وإذا انفتح ما قبلها فقد اختلف في كتابتها في الرفع، فكتب بعضهم: هو يقرأ ويخبأ، بالألف والواو للزومهم القياس، في كتابتهم الهمزة بالألف، إذا انفتح ما قبلها، فإذا انفتح ما قبلها زادوا الواو في الرفع، وقد كتب في المصحف على هذا المذهب بالياء نحو:" ولقد جاءك من نبإي المرسلين "، بالألف والياء بعدها، وهذا قبيح لأن فيها اشتباه المقصور بالممدود.
قال: وإذا قالوا: الهمزة لام الفعل فهي آخره، مثل الباء من ضرب واللام من فعل، فإذا قالوا: هو عين الفعل، وقعت موقع العين من قولهم فعل مثل الراء من ضرب والتاء من قتل، فإذا قالوا: هي فاء الفعل فإنما وقعت أولاً مثل الفاء من فعل وهي مثل الضاد من ضرب والقاف من قتل.
وإذا كانت الهمزة فاء الفعل، مثل: أتى وأبى وأذن فإنها تأتي