قال الصولي: لا يكادون يزيدون الألف إلا بعد واو الجمع، مثل آمنوا وكفروا. قال الفراء: وإنما فعلوا ذلك ليفرقوا بين واو الأصل واو الجمع، وواو الأصل التي تكون في مثل: يغزو ويدعوا وأشباه ذلك. وقال الأخفش: إنما فعلوا ذلك لئلا يشبه واو الجمع وواو العطف، إذ كان يجيء في الكلام كفر وفعل وهذا القول يصح إذا كانت واو الجمع تنفرد وتنكسر إذا اتصلت مثل آمنوا وكفروا وظلموا لأنه لا يشبه أمر وفعل.
قال أبو بكر محمد بن يحيى الصولي. وحدثنا أحمد بن يحيى النحوي ثعلب قال: سألني محمد بن عبد الله عن إتيان الألف في: ضربوا وقاموا، فقلت له: قال الفراء: فرقوا بين الواو الأصلية في أرجو وأخو وحمو وبين التي ليست بأصلية في ضربوا.
قال الأخفش: كرهوا أن يظن أنها واو نسق إذا كتبوا كفر وفعل ثم بنوا على ذلك.
وقال الخليل: الضمة تنقطع إلى همزة فاستوثقوا بالألف، فقال محمد: لا يقع مثل هذا إلا في طبع الخليل.
قال أبو العباس: والذي عندي فيه أن اللف جعلت بدلاً من المكنى، وهو الهاء لأنهم إذا قالوا: ضربوه، سقطت الألف، فإذا قالوا: ضربوا، ثبتت، ليعلم أن الحرف قد انفرد، وأخو وأبو، لاىتثبت الألف فيه لأن الواو أصلية فالحرف قائم بنفسه: أخو زيد وأبوه.
والألف في: مائة زيدت فيما ذكر الأخمش لبفصل بينها وبين منه، إذا قالوا: أخذت مائة، لم يشبه أخذت منه، وقالوا أيضاً: فعلوا