حدثني أحمد بن محمد بن إسحاق قال: دخلت أنا وأبو علي بن المرزبان على يحيى بن مناوة الكاتب، وبين يديه مرفع قد قارب صدره عليه دواته، فقلت لابن المرزبان: أما ترى هذا المرفع؟ فقال: هذا مرفع وصاحبه رقيع لا رفيع.
وقيل لبعض الرؤساء - وقد جعل دواته على مرفع: ما كل الأجلاء تفعل هذا. فقال: من جلس على فرش تعليه قليلاً بعدت عليه مسافة الاستمداد، فأما من كان على حصير أو سماط فلا عذر له فيه. وقد وصف بعضهم مرفعاً مفضضاً واحتج له فقال:
قرب البعد مركب لدواة ... ملجم من حليه بلجام
فضة تستضيء في أبنوس ... مثل ضوء الإصباح في الإصباح في الإظلام
كخوان الطعام سهل للأك ... قال: منه ما كان صعب المرام
[محراك الدواة]
كذا تسمية الكتاب. وللعيدان التي تحرك بها العرب الأشياء أسماء: فالعود الذي تحرك به النار مسعر ومسعار، ومحرث ومحراث، ومنه قيل:" مسعر حرب " أي يسعرها بوقدها.
ويقال لما يجدح به الأشربة مجدح ومجدح مخاض، ويقال له أيضاً مخوض.
ويقال أيضاً للميل الذي يحرك به الجراحات محراك، ومحراف، ومسبار أي يسبر به قدر الجراحة أي تختبر به، وربما سموا