المكتفي بالله صاحب عهدنا ... فاجعله نحلته من الأسماء
فلما ولي المكتفي بالله الخلافة قال: قد سماني عبد الله باسم لا أريد غيره.
ولم يكن يدعى للخلفاء على المنابر بالنعوت، فيقال: اللهم أصلح عبدك وخليفتك عبد الله المنصور أمير المؤمنين ولا المهدي. وكان أول من دعي له بذلك محمد الأمين أمير المؤمنين، وجرى على ذلك إلى اليوم.
ولا يكاتب بالتصدير الإمام ولا ولي عهده ولا وزيره. فأما الإمام فيكتب بالتصدير إلى كل من خاطبهن من عامل حرب وخراج وقضاء، في الكتب المدونة المنعوتة، بالعهود والعقود وجباية الفيء، والحمول والنفقات والإقطاعات والإمارات والفتوح، وما جرى هذا المجرى، ويبدأ بنفسه. ولا يخاطب الإمام أحداً من هذه الطبقات بدعاء له في التصدير إلا ولي عهده، فإنه يدعي له بعد التصدير بالحفظ والحياطة.
[مقال الخط]
قال يحيى بن خالد البرمكي:" الخط صورة روحها البيان، ويدها السرعة، وقدمها التسوية، وجوارحها معرفة الفصول ".
وقال أبو دلف:" القلم صائغ الكلام، مفرغ ما يجمعه العلم ".
وقال اقليدس:" الخط هندسة روحانية وإن ظهرت بآلة جسمانية. أخذه النظام "، فقال:" الخط أصل في الروح وإن ظهر بآلة الجسد ".