للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لي حاجة أرجو لها ... إحسانك الأوفى وفضلك

والمجد مشترط علي ... ك قضاءها والشرط أملك

فلئن كفيت مهمها ... فلمثلها أعددت مثلك

فكتب إليه: قد قضاها الله، ولو أفنيت المال، وهدمت الحال.

[التاريخ وما قيل في معناه]

تاريخ كل شيء غايته ووقته الذي ينتهي إليه، ومنه فلان تاريخ قومه في الجود أي الذي انتهى إليه ذلك.

وسئل بعض أهل اللغة ما معنى ذلك فقال: معنى التأخير. وقال آخر هو إثبات الشيء. ويقال: ورخت الكتاب توريخاً لغة تميم، وأرخته تأريخاً لغة قيس. وتاريخ وتاريخان وتواريخ. وأرخ كتابك هذا وورخه.

ولكل نبوة ومملكة تاريخ: فأما العرب فكانوا يؤرخون بالنجوم قديماً؛ وهو أصل، ومنه صار الكتاب يقولون: نجمت على فلان كذا حتى يؤديه في نجوم. وأنجمة جمع نجوم. والعرب تخص بالنجم الثريا، يقولون إذا طلع النجم يريدون الثريا ومنه قولهم:

طلع النجم غديه ... فابتغى الراعي كسيه

والنجم بعد هذا سائر النجوم يدل الواحد على جميعها، كما يقال: أهلك الناس الدينار والدرهم يراد الجنس. وعلى هذا قرأ أبو عمرو بن العلاء: " وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار "، والنجم ما نجم من النبات، ومن الرأي ما ظهر وهو غير هذا.

وكانت العرب تؤرخ بكل عام يكون فيه أمر مشهود متعارف،

<<  <   >  >>