فكتب إليه: قد قضاها الله، ولو أفنيت المال، وهدمت الحال.
[التاريخ وما قيل في معناه]
تاريخ كل شيء غايته ووقته الذي ينتهي إليه، ومنه فلان تاريخ قومه في الجود أي الذي انتهى إليه ذلك.
وسئل بعض أهل اللغة ما معنى ذلك فقال: معنى التأخير. وقال آخر هو إثبات الشيء. ويقال: ورخت الكتاب توريخاً لغة تميم، وأرخته تأريخاً لغة قيس. وتاريخ وتاريخان وتواريخ. وأرخ كتابك هذا وورخه.
ولكل نبوة ومملكة تاريخ: فأما العرب فكانوا يؤرخون بالنجوم قديماً؛ وهو أصل، ومنه صار الكتاب يقولون: نجمت على فلان كذا حتى يؤديه في نجوم. وأنجمة جمع نجوم. والعرب تخص بالنجم الثريا، يقولون إذا طلع النجم يريدون الثريا ومنه قولهم:
طلع النجم غديه ... فابتغى الراعي كسيه
والنجم بعد هذا سائر النجوم يدل الواحد على جميعها، كما يقال: أهلك الناس الدينار والدرهم يراد الجنس. وعلى هذا قرأ أبو عمرو بن العلاء:" وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار "، والنجم ما نجم من النبات، ومن الرأي ما ظهر وهو غير هذا.
وكانت العرب تؤرخ بكل عام يكون فيه أمر مشهود متعارف،