للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثره، ومنه درس البعير إذا جرب كأنه يلي بعض جربه بعضاً. وثوب درس أي مخلق لأنه يخلق حالاً بعد حال وشيء في أثر شيء. واختاروا في تعفي الأثر وفي الجرب درس دروساً وفي الثلاثة درس درساً.

[درس الكتاب وسرده]

درس الكتاب والقرآن يدرسه درساً إذا قرأه قراءة متصلة يعضها ببعض أو في أثر بعض. وقرأ ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو عمروا وأهل المدينة: " وليقولوا درست "، قال المفسرون: يقولوا تعلمت ذلك من اليهود ودرسته معهم. وقرئ دارست، يريد دارستهم ذلك. وقرأ الحسن درست أي أخلقت، يقولون: هذا الذي تأتي به قد جاء غيرك بمثله وهذا من الدروس لا من الدرس. وقال التوجي: درس الشيء إذا أكثر قراءته وتردد فيه ومنه طريق مدروس تدرسه الناس كثيراً.

وكذلك سرد الكتاب يسرده سرداً شبيه بقوله درسه درساً، ودرع مسرودة بعضها يتلو بعضاً حتى تتم. قال أبو ذؤيب الهذلي:

وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تبع

يعني درعين منسوجتين وقضاهما عملهما. وقال المفسرون في قوله عز وجل: " وقدر في السرد " أي في نسج الحلق ونظمه. وقال مسرودة مسمورة بالحلق.

<<  <   >  >>