أهدت إلى صحيفة مختومة ... نفسي الفداء لخط ذاك الكاتب
ففكتها فقرأت ما قد حبرت ... فإذا مقالة مستزيد عاتب
حدثني أبو عبد الله الأسباطي قال: كان رجل من الكتاب يهودي مغنية ويكاتبها، فكانت تخرق كتبه وتأمره بتخريق كتبها، فكتب إليها: إني أحتفظ بكتبك وتتهاونين بكتبي فتخرقينها فكتبت إليه:
يا ذا الذي لام في تخريق قرطاس ... كم مر مثلك في الدنيا على راسي
الحزم تخريقه إن كنت ذا نظر ... وإنما الحزم سوء الظن بالناس
إذا أتاك وقد أدى أمانته ... فاجعل كرامته دفناً بأرماس
وشق قرطاس من تهوى وكن حذراً ... يا رب ذي ضيعة من حفظ قرطاس
فكتب إليها: الصواب رأيك وخرق رقاعها.
[قط القلم]
يقال: قططت القلم أقطه قطاً. والقط والقد متقاربان، لأن القط أكثر ما يستعمل فيما وقع السيف في عرضه، والقد لما وقع في طوله. ومنه قولهم: كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، إذا علا بسيفه شيئاً قده، وإذا اعترضه قطه. وقد يحمل هذا على هذا. وقال عمرو بن معد يكرب: