وأول من كتب " من عبد الله فلان أمير المؤمنين ". كان يقال لأبي بكر رضي الله عنه وهو أول من سمي " أمير المؤمنين ". كان يقال لأبي بكر رضي الله عنه " خليفة رسول الله "، ثم قيل لعمر:" خليفة رسول الله "، فدخل المغيرة بن شعبة على عمر فقال:" السلام عليك يا أمير المؤمنين "، قال عمر: وما هذه؟ قال: ألسنا المؤمنين وأنت أميرنا؟ فكان أخف من الأول فجروا عليه.
وكانوا يكتبون في العنوان " بسم الله الرحمن الرحيم " مثل ذكر من كاتب ثم ترك.
قالوا: والأحسن في عنوان الكتاب إلي الرئيس، أن يعظم الخط ويفخمه، إذا ذكرت كنيته أو نسبته إلى شيء، وأن تلطف الخط في اسمك واسم أبيك وتجمعه. وقال المحققون من الكتبة: إن في ذلك إخلالاً للمكتوب له وفي مخالفته غض منه وتطاول عليه. وإن كانت آخر الكلمة ياء مثلاً، كأبي علي وأبي عيسى وأبي يحيى وأبي يعلى، غرقت الياء إلى قدام، ولم تردها إلى خلف، فقد حكي في ذلك شيء مليح.
حدثني أبو المرزيان قال: قال لي محمد بن يزيد الأموي الشاعر: استحسنت من عيسى بن فرخانشاه شيئاً، رأى كاتباً له قد كتب اسمه عيسى، فرد الياء إلى خلف عيسى، فقال: قولوا لهذا الكاتب لا تعد لمثل هذا، فإن أيسر ما فيه أن الياء إذا كانت إلى قدام كان ذلك فألا للإقبال، وفي ردها فأل