فإن كان ذلك منك ميلاً على أمير المؤمنين فقليل ما أكاتبك به كثيرا، وإن كنت كما قال الله:" إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " فالسلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته.
وقال بعض الكتاب: ما أدري ما معنى المصارفة في تقديم إطالة البقاء في " أطال الله بقاك وأعزك "، وتأخيره في " أعزك الله وأطال بقاك " الأفضل التقديم والتأخير في أنفسهم، وإلا فالعطف بالواو، وهي تجيء للاشتراك فيدخل الثاني من الدعاء في معنى الأول، وقد قدم الله عز وجل، لما كان العطف بالواو مؤخراً على مقدم، فقال:" واسجدي واركعي مع الراكعين "، وقال:" يا معشر الجن والإنس:..
وعلى أن المؤخر قد قدم، وأخر المقدم بغير الواو من حروف العطف، قال الله عز وجل: " اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون "، قالوا: وإذا تولى لم يعرف شيئاً والمعنى مقدم ومؤخر كأنه فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم. وقال عز وجل: " من بعد وصية يوصى بها أو دين " والدين قبل الوصية، وهذا كثير في الشعر واللغة، قال: فلم تستن الكتاب بذلك، وصارت التقدمة لحرف على حرف تزول، إذ قدم الثاني من اللفظ على الأول.
وقال بعضهم: لا أعرف الصرف بين " أطال الله بقاك " وبين " مد الله في عمرك " إلا ما رتبوه واستعملوه ورسموه. ومن يصارف في القليل من هذا ويشح عليه أكثر.
وكان أحمد بن ثوابة أشد الناس في هذا، كتب إليه ابن أبي خالد