للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحدهم. " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ". والله ما من أحد من المسلمين إلا وله حق في هذا المال، أعطي منه أو منع حتى راع بعدن ".

وقال عمر يوماً: قد أعطيت الناس حقوقهم، وفضل عندي مال ما ترون فيه؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين لك حاج، وتنوبك نوائب لا تنوب غيرك، فخذه إليك لذلك فإن أنفسنا طيبة لك به. وعلي رضي الله عنه ساكت، فقال: ألا تتكلم يا أبا الحسن؟ فقال: قد أشار عليك القوم، فقال: لتقولن. فقال: لم يجعل علمك ظناً ويقينك شكاً، قال: قد قلت قولاً لتخرجن منه، قال: أما تذكر حين بعثك رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة، فأتيت العباس فمنعك الصدقة، فأتيتني فقلت: إن العباس منعني الصدقة، فانطلق معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معك فوجدناه مهموماً، فرجعنا ولم نقل شيئاً له، ثم رجعنا وقد طابت نفسه، فقال: " إن كان عندي ديناران فكأنهما يهمانني حتى وجهتهما ". فقلت: إن العباس قد منعني الصدقة، فقال: " إن عم الرجل صنو أبيه " قال: لا جرم إني أشكر لك المرتين جميعاً قال: فأشر علي. قال: فإني أشير عليك أن تقسمه، فدعا عمر عبد الله بن الأرقم، فقال: كم في بيت المال؟ قال: كذا وكذا، قال: " لولا أني أرى أن أقرب لمنفعته أن يكون معاً، لقسمت الأول فالأول فقام رجل من ثقيف فقال: يا أمير المؤمنين أعده للبوائق فقال: " كلمة شر يستن بها أمراء السوء من بعدي، أعطاني الله جوابها، بل أعد لها ما أعده لها رسول الله صلى الله عليه وسلم تقوى الله وطاعته ".

<<  <   >  >>