الديوان فإنه عليل الخط، ولا يؤمن أن يعدي غيره ". وقالوا: " رداءة الخط إحدى الزمانتين، كما أن حسنه إحدى البلاغتين ".
حدثني طلحة بن عبد الله، قال: اعتذر رجل إلى محمد بن عبد الله بن طاهر من شيء بلغه عنه، فرأى خطه قبيحاً فوقع في رقعته: " أردنا قبول عذرك، فاقتطعنا عنه ما قابلنا من قبح خطك. ولو كنت صادقاً في اعتذارك لساعدتك حركة يدك. أو ما علمت أن حسن الخط يناضل عن صاحبه بوضوح الحجة. ويمكن له درك البغية ".
وكان أبو هفان عبد الله بن أحمد المهزمي من أقبح الناس خطاً، وكان يبتدئ الخط من رأس الورقة ويعوج سطوره حتى يبقى آخر سطر في الورقة كلمة واحدة فرثاه يحيى بن علي فقال في مرثيه:
مع خط كأنه أرجل البط ... أو الحط في ذوي الفتيان
أنشدني العنزي الحسن بن علي في قبح الخط، وكان والله قبيح الخط والوجه، حسن العلم والعقل:
جزعت من قبح خطي ... وفيه وضعي وحطي
رجعت من بعد حذقي ... إلى تعلم حطي
الوصاة بإصلاح الخط وآلته: قال بعض الرؤساء من الكتاب: " ارخوا ذوائب خطوطكم "، يريد بذلك الحروف المخطوطة، كالياء والنون والعين والحاء المنفصلات وما أشبههن.