يسبح الخط فيه عفواً فما يك ... بو بوعث فيه ولا بحبار
حدثني أبو تذكوان القاسم بن إسماعيل قال: سمعت عمك أحمد بن عبد الله بن العباس، المعروف بطماس، يقول - وكان حسن البلاغة: القرطاس أمره ما لم تكحله مل الدواة.
ومن مليح الأخبار التي ذكر فيها القرطاس ما حدثني به أحمد بن محمد الأنصاري، قال حدثنا أبو العيناء عن الجماز قال: أراد أبو نؤاس أن يكتب إلى إخوانه له، فلم يجد شيئاً يكتب فيه فحلق رأس غلامه، وكتب عليه ما أراد، وفي آخرها كتب: وإذا قرأتم الخطاب فخرقوا القرطاس قال: فردوه بلا جلدة رأس. ورأى جرير رجلاً أسود عليه ثياب جد فقال:
كأنه لما بدا للناس ... أير حمار لف في قرطاس
وقال أبو نؤاس:
لم يقو عندي على تخريق قرطاسي ... إلا فتى قلبه من صخرة قاسي
إن القراطيس من قلبي بمنزلة ... تكون كالسمع والعينين في الراس
لولا القراطيس مات العاشقون معاً ... هذا بغم وهذا كم بوسواس
فأما الكراريس فواحدها كراسة، قال الأصمعي: كرست الكتب والورق جعلت شيئاً منه إلى شي وأكرس الغنم اجتماع