للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وجاء عمر رضي اللَّه تعالى عنه بنصف ماله. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: هل أبقيت شيئا؟ قال: نعم. نصف ما جئت به. وبلغ عمر ما جاء به أبو بكر الصديق فقال: ما استبقنا الى خير قط الا سبقنى اليه، وحمل العباس بن عبد المطلب الى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مالا، وحمل طلحة بن عبيد اللَّه الى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مالا. وحمل محمد بن مسلمة اليه مالا، تصدق عاصم بن عدى بتسعين وسقا من تمر، وحمل عبد الرحمن بن عوف اليه مالا مأتى أوقية، وحمل سعد بن عبادة مالا.
وجهز عثمان بن عفان ثلث ذلك الجيش، وكان من أكثرهم نفقه، حتى كفى ثلث ذلك الجيش مؤنتهم، حتى ان كان ليقال: ما بقيت لهم حاجة، حتى كفاهم ضنق اسقيتهم. فيقال: ان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال يومئذ: ما يضر عثمان ما عمل بعد هذا. ورغب أهل الغنى فى الخير، والمعروف، واحتسبوا فى ذلك الخير. وقوى ناس دون هؤلاء ممن هو أضعف منهم حتى ان الرجل ليأتى بالبعير الى الرجل، والرجلين، فيقول: هذا البعير بينكما تعتقبانه، ويأتى الرجل بالنفقة فيعطيها بعض من يخرج -حتى ان النساء كن ليعن بكل ما قدرن عليه، لقد قالت أم سنان الاسلمية: لقد رأيت ثوبا مبسوطا بين يدى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فى بيت عائشة، فيه مسك، ومعاضد، وخلاخل، وأقرطة، وخواتيم، وخدمات مما يبعث به النساء يعن به المسلمين فى جهازهم، والناس فى عسرة شديدة، وحين طابت الثمار الحديث.
قلت: هكذا أخرجه الواقدي فى مغازيه (٩٩١ - ٩٩٤/ ٣) وصاحب السيرة المحمدية فى سيرته ص ٣٧٠ وصاحب السيرة الحلبية (١٠٠ - ١٠٣/ ٣) وكل هؤلاء نقلا عن الواقدى. وأما بعض الالفاظ التى ورت فى هذا السياق وهي تشير الى نفقة الصديق وعمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنهما فإنها رويت باسانيد حسان فى الترمذي فى المناقب (١٣٧ - ١٣٩/ ٣). والدارمى فى سننه فى =

<<  <   >  >>