للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعرض لهم، لا ينيبون من نفاقهم، ولا يتوبون من كفرهم، وهم لا يتذكرون بما يرون من حجج اللَّه، ويعاينون من آياته، ليتعظوا بها، ولكنهم مصرون على نفاقهم (١).

قال أبو جعفر:

واختلف أهل التأويل فى معنى الفتنة التى ذكر اللَّه فى هذا الموضع


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٧٣/ ١١).
قال ابن الجوزى فى زاد المسير (٥١٩ - ٥٢٠/ ٣) وفى معنى (يفتنون) ثمانية أقوال:
أحدها: يكذبون كذبة أو كذبتين يضلون بها، قاله حذيفة بن اليمان.
والثانى: ينافقون ثم يؤمنون ثم ينافقون، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
والثالث: يبتلون بالغزو فى سبيل اللَّه، قاله الحسن، وقتادة.
والرابع: يفتنون بالسنة، والجوع، قاله مجاهد.
والخامس: بالأوجاع والأمراض، قاله عطية العوفى.
والسادس: ينقضون عهدهم مرة أو مرتين، قاله يمان.
والسابع: يكفرون باللَّه وبرسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما أخبرهم، قاله مقاتل بن سليمان.
والثامن: يفضحون، بإظهار نفاقهم، قاله مقاتل بن حيان.
قلت: كل هذه الأقوال أشار إليها السيوطى فى الدر المنثور (٢٩٣/ ٣) ولم يصح منها أى شيء من حيث الاسناد وأما من حيث الواقع فهو صحيح وقد تكون الفتنة المشار إليها فى القرآن كل هذه الأشياء المذكورة واللَّه تعالى أعلم انظر ابن كثير مع البغوى (٢٧٣ - ٢٧٤/ ٤) والقرطبى (٢٩٩ - ٣٠٠/ ٨).

<<  <   >  >>