قلت: أخرج الحديث أبو نعيم فى دلائل النبوة بهذا الاسناد (٤٥٤ - ٤٥٥). وأورده السيوطى فى الخصائص الكبرى (١٠٣/ ٢) وقال المحقق الدكتور العلامة محمد خيل هراس. مشيرا الى هذا الحديث: حديث موضوع لأن العرباض بن سارية لم يشهد تبوك بل كان أحد السبعة الذى قال اللَّه فيهم: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ} الآية، قلت: ترجم له الحافظ ابن حجر فى الإصابة (٤٦٦/ ٢) ولم يذكر شيئا يتعلق بهذا الرواية. قلت: إن هذه الرواية موضوعة بهذا الاسناد، وأما المعنى فقد ثبت فى غزوة أخرى وهى غزوة الاحزاب، فقد أخرج البخارى فى كتاب المغازى (٩٠/ ٥) عن جابر رضي اللَّه تعالى عنه قال: إنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية شديدة، فجاؤا الى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: هذه كدية عرضت فى الخندق، فقال: أنا نازل، ثم قام، وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فأخذ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المعول، فضرب، فعاد كثيبا أهيل، أو أهيم، فقلت يا سول اللَّه إئذن لى الى البيت، فقلت لأمرتى: رأيت بالنبى -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئا ما كان فى ذلك صبر، فعندك شئ؟ قالت عندى شعير، وعناق، فذبحت العناق، وطحنت الشعير، حتى جعلنا اللحم فى البرمة، ثم جئت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، والعجين قد انكسر، والبرمة بين الاثافى قد كادت أن تنضج، فقلت: طعيم لى فقم أنت يا رسول اللَّه، ورجل أو رجلان، قال كم هو؟ فذكرت له، قال: كثير طيب، قال قل لها: لا تنزعى البرمة، ولا الخبز من التنور، حتى آتى، فقال: قوموا، فقام المهاجرون والأنصار، فلما دخل على امرأته قال: ويحك، جاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالمهاجرين والأنصار، ومن معهم، قالت: هل سألك؟ =