قلت: ولو صع هذان المرسلان على الفرض والتقدير، لم يكونا حجة، عند جمهور المحدثين مستقلين، بل يتقويان باحاديث صحت عن المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- وهى مرفوعة، أخرج البخارى فى الصحيح فى كتاب الجنائز (٢١٧/ ١) حديثا إذ قال رحمه اللَّه تعالى، حدثنا اسماعيل، قال حدثنى مالك عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نعى النجاشي فى اليوم الذى مات فيه، أخرج الى المصلى، فصف بهم، وكبر أربعا، أخرجه البخارى فى أربعة مواضع، ومسلم فى صحيحه، والنسائى وأبو داود فى الجنائز والإمام أحمد فى مسنده (٥٢٩/ ٢) ومن العجيب أن بعض الفقهاء لا يرون الصلاة على الغائب كما رأيت من صنيع صاحب جوهر النقى، ويقولون: إن ما ثبت فهو خاص بالرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم لا يأتون بالأدلة التى تدل على الخصوصية، ويقولون: إن اللَّه تعالى أحضر روح النجاشى أمام نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم أمر بالصلاة عليه، ويستدل الشيخ على ذلك بحديث أبى المهاجر عن عمران بن الحصين رضي اللَّه تعالى عنه، وفيه ما نحسب الجنازة إلا بين يديه. قلت: قال الحافظ: فى ترجمة أبى المهاجر هذا فى التقريب (٤٧٨/ ٢) أبو المهاجر عن عمران ابن حصين، صوابه أبو المهلب، وهم فيه الأوزاعى / س ق وأن معناه أن أبا المهاجر هذا لم يسمع من عمران ابن الحصين، ولم يذكر المزى فى تهذيب الكمال فى ترجمة أبى المهاجر بأنه سمع عن عمران بن الحصين. =