للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نواحى بلاد الاسلام، فان اضطروا اليهم لزم عونهم ونصرهم، لأن المسلمين يد على من سواهم، ولصحة كون ذلك، تأول كل من تأول هذه الآية، أن معناها ايجاب الفرض على أهل كل ناحية قتال من وليهم من الاعداء (١).


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٧١/ ١١).
قلت: قد تكون هذه الآية سببا أساسيا لغزوة تبوك، قال القرطبي فى تفسيره (٢٩٧ - ٢٩٨/ ٨): عرفهم اللَّه تعالى كيفية الجهاد، وأن الابتداء بالأقرب فالأقرب من العدو، ولهذا بدأ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بالعرب، فلما فرغ قصد الروم وكانوا بالشام، قال الحسن: نزلت قبل أن يؤمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بقتال المشركين، فهي من التدريج الذى كان قبل الاسلام. قلت قول الحسن أنها نزلت: قبل أن يؤمر بقتال المشركين، فيها نظر واللَّه تعالى أعلم.
وقال ابن كثير فى تفسيره (٢٧١ - ٢٧٢) مع البغوى: أمر اللَّه تعالى المؤمنين، أن يقاتلوا الكفار أولا فأولا الأقرب فالأقرب، إلى حوزة الاسلام، ولهذا بدأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بقتال المشركين فى جزيرة العرب، فلما فرع منهم وفتح اللَّه عليه مكة، والمدينة، والطائف، واليمن، واليمامة، وهجر، وخيبر، وحضرموت، وغير ذلك من أقاليم جزيرة العرب، ودخل الناس من سائر الاحياء فى دين اللَّه أفواجا. فشرع فى قتال أهل الكتاب فتجهز لغزوة الروم الذين هم أقرب الناس بالدعوة إلى الاسلام إلخ. انظر زاد المسر لابن الجوزى (٥١٨/ ٣) وفتح البيان للسيد صديق حسن خان (٢١٨ - ٢١٩/ ٤). وروح المعانى (٥٠ - ٥١/ ١١) وقال الرازي فى تفسيره (٢٢٨ - ٢٢٩/ ١٦). . . اعلم أنه نقل عن الحسن أنه قال: هذه الآية نزلت قبل الأمر بقتال المشركين كافة، ثم أنها صارت منسوخة، بقوله {قَاتِلُوْا الْمُشْرِكِينَ كَافَةً} وأما المحققون فإنهم انكروا هذا النسخ =

<<  <   >  >>