ولذلك فإنه من أكثر الناسِ إتقانًا لعملِهِ وإحسانًا له. كما أنه لا يبخلُ بالخيرِ على الناسِ، بل يدلُّ الناسَ على كلِّ خيرٍ طلبًا لمرضاتِ اللهِ، ويغلقُ كلَّ بابٍ من أبوابِ الضررِ والفسادِ والإيذاءِ وذلك؛ لأنه من أصدقِ الناسِ نصحًا لمجتمعه ووطنه.
المعظمُ للهِ يتفاعلُ مع مجتمعِهِ بأمرِهِ بالمعروفِ ونهيهِ عن المنكرِ واصلٌ لرحمِهِ، راعٍ لجارِهِ، مساعدٌ للمحتاجِ، زائرٌ للمريضِ، مصلحٌ بين المتخاصمين، مشاركٌ في أفراحِ مجتمعِهِ.
والمعظمُ للهِ يعملُ بشموليةِ الإسلامِ الواسعةِ، ويرسخُ مبادِئَهُ في كلِّ الأمورِ، ويدخلُ في السِّلم كافة، ولا يختزلُ الدينَ في قضايا يحددُها لنفسِهِ، أو يحدُدها له غيرُهُ، وإنما يعظمُ ما عظمَهُ اللهُ ورسولُهُ، لا ما عظمتْهُ الأهواءُ والعاداتُ والتقاليدُ والمجتمعُ والبيئةُ، وما تفرضُهُ العولمةُ في واقعِنا المعاصرِ. وهو من خلال ذلك يقدمُ مصلحةَ الأمةِ والمجتمعِ على مصالِحِهِ الشخصيةِ الفرديةِ المحدودةِ.
إنَّ ترسيخَ قيمةِ تعظيمِ اللهِ عز وجل يعالجُ كثيرًا من مشاكلِ المجتمعِ الأمنيةِ والاقتصاديةِ والإداريةِ بأيسرِ السبلِ وأقلِّ التكاليفِ والأعباءِ على الدولةِ.
وكذلك فإنَّ ترسيخَ قيمةِ تعظيمِ اللهِ في النفوسِ تعالجُ كثيرًا من المشكلاتِ الاجتماعيةِ كعقوقِ الوالدينِ وقطيعةِ الرحمِ وظلمِ المرأةِ والعنفِ الأسريِّ وانتهاكِ الأعراضِ وغير ذلك من الاعتداءِ على الأنفسِ والأموالِ الخاصةِ والعامةِ وغيرِ ذلك من المشكلاتِ، حيث لا توجدُ مشكلةٌ إلا ومن أعظمِ أسبابِها ضعفُ تعظيمِ اللهِ عز وجل في النفوسِ، وقد رأينا أنَّ هذه القيمةَ لما